أستاذ بالأزهر: مفتي الجمهورية استطاع التصدي لفكر الجماعات المتشددة
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رجل فقيه ومجتهد ومخلص لدينه، ولوطنه ولأزهريته واستطاع التصدي لفكر الجماعات المتشددة ونشر المنهج الإسلامى الوسطى.
أضاف العشماوي، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": اليوم قاطعت فضيلة المفتي أثناء مناقشته لرسالة دكتوراه في كلية الشريعة والقانون بطنطا، وهي الكلية التي تربى فيها فضيلته على أيدي علمائها الأبرار الأوفياء لمنهج الأزهر الشريف، وعلى رأسهم أستاذنا العلامة الفقيه الجليل المجتهد العارف بالله تعالى الدكتور محمد سيد أحمد عامر، الذي كان - في رأي فضيلة المفتي - حريصًا على ألا يعيِّن في قسم الفقه إلا من تربى على يده في الكلية؛ ليضمن ولاءه للمنهج الأزهري الرشيد، ومن قبله فضيلة الشيخ الحسيني الشيخ، وفضيلة الشيخ عبد الجليل القرنشاوي، وغيرهم من أكابر العلماء والأولياء.
وتابع "ناقش فضيلة المفتي شوقي علام اليوم رسالة دكتوراه عن التطبيقات الفقهية والقانونية للإنسالة، وهي كلمة منحوتة من كلمتين - الإنسان والآلة - وتعني الإنسان الآلي أو الجسمالة، أو الجسمالي، أو الروبوت، وهو موضوع طريف، أبدى فيه المفتي براعة تدل على عقلية فقهية واعية، وبصيرة معرفية متمكنة، ويمكن أن نقدم مختصرا لملاحظاتنا حول مناقشة فضيلته، على النحو الآتي:
أولاً: قرأ المفتي الرسالة كاملة من أولها إلى آخرها، حرفا حرفا، قراءة عالم فاحص ناقد متمكن، وظل يناقش نحو ساعتين، ثم قال للباحث: أكتفي بهذا القدر؛ لضيق الوقت، وسأعطيك جميع الملاحظات، وهذا درس بليغ لكل ذي منصب، ينبغي ألا يمنعه منصبه الإداري من الإخلاص لرسالة العلم، فيعطي العلم حقه، وإلا كان وجوده في المناقشات مجرد ديكور، يثبت أنه لم يكن جديرًا بهذا المنصب الذي تولاه.
ثانيًا: وجه المفتي إلى الباحث رسالة مفادها (لماذا لم يظهر تأثّرك بالمنهج الأزهري في البحث، وشرقت وغربت نحو المناهج الأخرى؟!) ثم أحصى له تسعة عشر موضعًا نقل فيها عن هيئة كبار علماء السعودية - مع احترامنا لها - وخمسة مواضع فقط، نقل فيها عن الأزهر ودار الإفتاء المصرية، وأنه طبق نتائج البحث على دول أخرى غير مصر، مع أن نطاق البحث في مصر، وأنه أكثر من النقل عن ابن تيمية، وسماه شيخ الإسلام، تأثرًا بغيره، ولم ينقل عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وهو شيخ الإسلام باتفاق، والباحث شافعي المذهب، فأين هو من علماء مذهبه، ولماذا لم تظهر الصبغة المذهبية لدى الباحث، وهي أحد أركان المذهب الأزهري.
ونعى المفتي على الباحث أنه رجع إلى كلام شخص أدين في حوادث إرهابية، وأنه لم يتحرّ الأمر فيمن ينقل عنهم حتى يتأكد من سلامة منهجهم ومدى توافقه مع المنهج الأزهري الذي علَّم الدنيا، وذكر فضيلته أنه لا يوجد شيء إلا وكتب فيه علماء الأزهر، ولكن الباحثين لا يقرؤون، وضرب مثلًا بأن حسن البنا كان قد ادعى في حوار مسجل بأن أحدا من المعاصرين لم يكتب في السياسة الشرعية، فكذبت دار الإفتاء دعواه، بإخراج أربعة مجلدات تشتمل على مؤلفات علماء الأزهر المعاصرين في السياسة الشرعية، منذ عام ١٩٠٣ وحتى عام ١٩٥٣.