لماذا يخفي حسن الشافعي إخوانيته؟.. وقائع من التاريخ الإسود لعراب الجماعة
يُصر حسن الشافعي على إخفاء «هويته الإخوانية»، تحت «عمامة الأزهر»، رغم معرفة الجميع بها، ويستمر في المحاربة على كرسي رئاسة مجمع اللغة العربية، لدعم الجماعة التي نبذها المجتمع حكومة وشعبًا من سنوات، ولم يعد لهم مكانًا بين المصريين، حيث أنه أعلن ترشحه من جديد في انتخابات مجمع اللغة، مستندًا في ذلك على دعم بعض أعضاء المجمع الذين ينتمون إلى الجماعة.
وكان قد تولى حسن الشافعى رئاسة مجمع اللغة العربية فى نوفمبر 2012، خلفًا للدكتور محمود حافظ، ليصبح أول أزهرى يعتلى المنصب، وثم تولى المنصب لفترة جدية، وبعد فترتين من رئاسته للمجمع استمرتا ثمان سنوات، وفي الفترة الثالثة حدث تلاعب في الانتخابات من قبل الجماعة ليستمر الشافعي في المنصب، لولا تدخل وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، وكُلّف بدلاً منه الدكتور صلاح فضل بالقيام بمنصب رئاسة المجمع الذي يعد هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية، لها استقلال مالي وإداري، وتتبع وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمي، ومقرها القاهرة.
في 2012 بعد تولي الشافعي المنصب، عمل على «أخونة» مجمع اللغة العربية، فأخرج من ليسوا من الجماعة، وكان بينهم الدكتور مصطفى الفقى، وآخرون، اعتبارًا من أنه ضلع الجماعة فى مشروعها الساعى للسيطرة على البلاد آنذاك، لكن الشافعي في الوقت الحالي يتنصل من انتمائه للجماعة وينفي انتماءه لها، بعد ظهور حقيقته من بعد «30 يونيو» حيث أنه لم يستطع أن يستمر فى خداعه، فأفصح عن «إخوانيته» تحت وقع انهيار «حلم الإخوان»، فأمام تأييد مؤسسة الأزهر وحضورها مشهد عزل «مرسي» كان لـ«الشافعي» رأي آخر حاولت الجماعة أن تستغله فى حربها غير المقدسة، مثّل بيانه صدمة لكثيرين، أن يخرج مستشار الدكتور الطيب الذى حضر وبارك قرار العزل ليصف ما حدث بـ«المؤامرة الانقلابية» فالأمر يحتاج إلى وقفة.
واعتبر الرجل أن ما حدث في 30 يونيو «انقلاب عسكرى مكتمل الأركان»، وزاد: «المؤامرة الانقلابية مدبرة بدقة وإحكام قبلها بثلاثين ساعة بل ومن بدء رئاسة الدكتور مرسى»، ودعا «الشافعي» فى هذا البيان إلى «عودة قنوات التحريض الدينية»، واصفًا عبدالفتاح السيسي بـ«كبيرهم الذى نسف عملية التحول الديمقراطي وداس ببيانه الانقلابي إرادة الشعب المصري، بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور وحل مجلس الشورى المنتخب».
وفي صيغة تهديدية قال: «لن تستمر قوى البغى والعدوان أن تفرض الخوف فى قلوب المواطنين بعد أن ذاقوا طعم الحرية فى عهد مرسي»، مؤكدًا أن «الضغط على الإسلاميين لن يدخلهم تحت الأرض»، والبيان الآخر كان بعد أحداث «الحرس الجمهوري»، حينما هاجمت عناصر «الإخوان» المقر لاعتقادهم بحبس محمد مرسي داخله ترك «الشافعي» محاولة استهداف منشأة عسكرية، ورأى أن «ما حدث ظلم فادح لم نشهد له مثيلًا حتى من المستعمرين».
ولم يكتف بالهجوم على الجيش والشرطة، بل دعا من وصفهم بعلماء العالم الإسلامى كله فى السعودية والخليج والشام والعراق وباكستان والهند وفى ماليزيا وإندونيسيا وفي المغرب العربي وإفريقيا للتدخل ضد السلطات القائمة التي شبهها بالصهاينة حينما قال: «يا عباد الله 4000 جريح و100 قتيل فى ساعة أو ساعتين فى معركة ليست تدور مع الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض المقدسة بل مع مصريين مسلمين عزل».
فيسعى حسن الشافعي ويخطط لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى المشهد من جديد، حيث يسعون إلى الجلوس على كرسي بعض المؤسسات لإعادة نشر أفكارهم المتطرفة، بعدما لفظتهم الدولة حكومة وشعبا خلال السنوات الماضية.
ولد حسن محمود عبداللطيف الشافعى عام 1930، حيث تلقى تعليمه فى معهد القاهرة الدينى الأزهري، فى هذه الفترة كانت أسهم جماعة الإخوان المسلمين آخذة في الصعود فاقترب «الشافعي» منها بشكل كبير، إذ كان يتردد على المركز العام للجماعة بمنطقة الحلمية، لحضور «درس الثلاثاء» الذي كان يلقيه مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا.
تحت عنوان: «حسن الشافعي.. عالم رباني ملأ الدنيا وأسمع الناس»، تقول «موسوعة الإخوان المسلمين»: «إن الشافعي تأثر كثيرًا بحسن البنا، حيث ترك مؤسس الجماعة بصماته على فكره وسلوكه»، وتوطدت علاقة حسن الشافعى بـ«الإخوان»، وكانت اللحظة الفارقة، حينما تعرض «عبدالناصر» لمحاولة اغتيال فى المنشية بالإسكندرية 1954.
حاولت السلطات القائمة آنذاك أن تمسك بزمام الأمور، فألقت القبض على أبرز ناشطي «الإخوان»، وكان على رأسهم حسن الشافعي، حيث قدم للمحاكمة العسكرية، وخرج من محبسه عام 1960، أما «الاعتقال الثاني» فكان في عام 1964، والثالث في عام 1966 على خلفية «تنظيم سيد قطب»، وكان هو من نجوم جماعة الإخوان في هذه الفترة.
في الأوراق السرية لحسن الشافعي قصة مجهولة عن انضمامه إلى «كتائب الإخوان» أو ما عرف لاحقًا باسم «التنظيم الخاص» أثناء دراسته بالمعهد الديني في القاهرة.
يروي الدكتور عبداللطيف محمد عامر، رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم جامعة الفيوم ورفيق «الشافعي» القصة: «كانت قد ألغيت معاهدة 1936، وبدأت فصائل المقاومة مع شباب الجامعات تندفع إلى منطقة القناة لتقاوم المستعمر الإنجليزي، وتبلي بلاء حسنًا فى هذه المقاومة، ولم يكن حسن الشافعي كما لم يكن غيره من الشباب المؤمن بمعزل عن هذه الانتفاضة، فلقد أخذ هؤلاء الشباب سمت المجاهدين، بعد أن خلعوا ملابسهم المدنية وارتدوا الكاكي، وهو رمز الزي العسكري، وتحولت الأحاديث بينهم من أحاديث الرحلات الترفيهية إلى أحاديث المعسكرات التدريبية، ومن حشد الفرق للمباريات الرياضية إلى جمع السلاح للأغراض الجهادية».
ويواصل: «في مرة سمعت أن هناك ندوة ليلية ستقام فتمتد إلى فجر اليوم التالي، وكانوا يسمونه (كتيبة) وعلى الرغم من أن هذه الكتيبة كانت لطلبة معهد القاهرة، فقد اندست بينهم في هذه الليلة، وكأني أحب الصالحين ولست منهم، وذلك حين علمت أن حسن الشافعي هو مندوب هذه الكتيبة، أو قائدها، أو رئيسها، أو ما شئت من هذه الألقاب».