من المخدرات إلى الأسلحة: قصة جواسيس من عرب 48 يعملون لصالح إيران
كشف بيان للشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد عن إحباط محاولات إيرانية لبنانية لإنشاء بنية تحتية معادية وتهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية من خلال تجنيد مواطنين من عرب إسرائيل، وذلك بجهود مشتركة للقوى الأمنية في إسرائيل، حسب تقارير في الإعلام الإسرائيلي.
أشارت التقارير إلى أن التحقيقات أفضت إلى اعتقال مواطنين من سكان بلدات عربية في الجليل الغربي خلال شهر فبراير 2022 في إطار عملية مشتركة لجهاز الأمن العام (الشاباك)والشرطة والجيش الإسرائيلي.
شبكة جواسيس
كشفت تحقيقات جهاز الأمن العام (الشاباك)أن حزب الله يفعل بينة تحتية لشبكة جواسيس تعمل أيضًا لصالح المخابرات الإيرانية، من خلال مهربي المخدرات في لبنان الذين يقومون بعمليات تهريب داخل الحدود الإسرائيلية.
المُعتقلين هما سلطان عطا الله (55 عاما) من سكان قرية يركا الدرزية، ورامي شامي 33 عاما من قرية الجديدة كانا قد أدين سابقا بتهريب المخدرات، وقد أقاما اتصالات مع مهرب مخدرات لبناني يدعى حسين شيت كان سبق أن قضى حكماً في السجن الإسرائيلي.
التقى الاثنان مع حسين شيت ومهرب آخر، هو أكرم شيت، في تركيا في الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي، وفي هذا الاجتماع، طلب حسين شيت من الاثنين القيام بتهريب أسلحة إلى إسرائيل لدفنهما في مخابئ داخل إسرائيل يقوم بإخراجها في وقت لاحق مجندو حزب الله الآخرون في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، طُلب من الاثنين اختبار قدراتهما على تنفيذ عمليات إرهابية في إسرائيل بشكل مستقل.
خلايا نائمة
أفاد بيان الشرطة أن عطا الله أدرك أن حسين شيت كان عضوا في حزب الله، لا سيما أن الأخير شرح طلباته بالتفصيل: تريد إيران استعادة السيطرة على المنطقة وتسعى للانتقام من إسرائيل لما تقوم به من أعمال ضدها من خلال نقل أسلحة إلى "الخلايا النائمة" للتنظيم في إسرائيل لتسليحها لساعة "الطوارئ" من أجل إلحاق الأذى بكبار المسؤولين الإسرائيليين وضباط الجيش والسياسيين. ويؤكد بيان الشرطة أن حزب الله وإيران يقفان وراء مخطط تهريب الأسلحة.
وتبين التحقيقات أنه طُلب من الاثنين تنفيذ عملية اختطاف في إسرائيل، ووعد عطا الله بمبلغ كبير جدًا من المال إذا كان بإمكانه المساعدة في اختطاف أشخاص من إسرائيل، سواء بنفسه أو عن طريق نقل معلومات عن هدف مناسب لتنفيذ عملية الخطف. كما طلب حسين من عطا الله المساعدة في تحديد مواقع حساسة داخل دولة إسرائيل بغية إطلاق الصواريخ عليها في وقت الحرب.
وكشفت تحقيقات الشاباك أن رامي الشامي تلقى طلبات مماثلة من حسين، وأنه نفذ بالتنسيق معه عملية تهريب مخدرات وأسلحة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وتم خلال التحقيق تسليم مدفع رشاش MP5. وتم اليوم الأحد ، بناء على التحقيقات، تقديم لائحة اتهام من قبل مكتب المدعي العام للمنطقة الشمالية ضد المشتبه بهما بالتورط بجرائم خطيرة.
محاولات اختراق
تشير مصادر إسرائيل مطلعة إلى ارتفاع في محاولات اختراق الداخل الإسرائيلي من جانب إيران من خلال تجنيد عملاء محليين. وفي يوليو 2021، وفي إطار مكافحة تهريب الأسلحة من لبنان إلى إسرائيل، أُعلن أن المسؤول عن إدارة شبكات التهريب باسم حزب الله هو ناشط بارز في التنظيم يُدعى الحاج خليل حرب في بيروت.
ولوحظ في الأشهر الأخيرة، ازدياد في التعاون بين تجار السلاح اللبنانيين الموجهين من قبل إيران وحزب الله والمواطنين الإسرائيليين في محاولة لتشجيع النشاط لإلحاق الضرر بعناصر في إسرائيل. وأفادت السلطات الأمنية أنه تم مؤخراً في إطار عمليات الفريق الخاص الذي أقيم خصيصا لرصد التحركات المشبوهة المماثلة، اعتقال ناشطين يشتبه في انتمائهما للبنية التحتية الإرهابية والتهريب لصالح العمليات التي يرعاها حزب الله.