حفل توقيع ومناقشة "موسم الأوقات العالية" للكاتب ياسر عبد الحافظ بالكتب خان
تنظم مكتبة الكتب خان، بمقرها الكائن بدجلة في المعادي، في السابعة من مساء اليوم الأربعاء، حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية، "موسم الأوقات العالية"، والصادرة مؤخرا عن الكتب خان، للكاتب ياسر عبد الحافظ. ويناقش المجموعة القصصية، الشاعر والكاتب محمد خير، والباحث اللغوي فادي عوض.
ومن إحدي قصص مجموعة "موسم الأوقات العالية"، للكاتب ياسر عبد الحافظ نقرأ: "كنا نتحرك في قصيدة متسعة، حتى مع كل العنف المضمر والمعلن بيننا. صارت المدينة بأسرها خلفية لهذه القصيدة، أشكال الحياة المستمرة بالقصور الذاتي، وكائنات الظلال وجيوب الظلال، الغرباء الهائمون الذين صادقناهم وتماهينا معهم، والأرواح تنعكس أطيافها من عالم زال عنه المجد،يشع بالنور سكران بوهجه الذي أخذ يخبو حتى ابتلعنا ظلاله. كل هذا رسم مايمكن أن أسميه علاقتنا الانطباعية.
يمر بي الزمن في جلستي تلك على درجات المكتبة كأمواج متتالية تضرب عمودا رخاميا مغروسا في شاطئ رملي. لكسر ملل النهار الطويل، كل ساعة أو ساعتين أتحرك في جوف المكتبة المعتم، نحو الكافيتيريا أشتري كوبا من القهوة. الدخول إلى المكتبة من فناء الكلية ينقلك من الضوء الباهر وصخب الأصوات والألوان إلى عالم ساكن شبه مظلم. صمت وبرودة يكتنفان باحة المكتبة ودهاليزها يبعثهما رخام الأرضيات الأبيض القديم وقد نحتته الأقدام.
هناك بعض المعالم فوق خريطة التجوال، محطات للتوقف والتقاط الأنفاس. كان لحدائق البيوت في الضاحية والمساحات الخضراء الصغيرة فوق بعض الطوارات نظام داخلي للري يستمد ماءه من ترعة "الخشاب" التي رُدمت في مطلع الثمانينات. ولكن بقيت الجسور التى تقطعها، كجسر "ظلموه" الذي غنى عنده عبد الحليم حافظ تلك الأغنية الشهيرة في فيلم "بنات اليوم"، وجسر "كيكي" التي قيل إنها فتاة يابانية كانت تعيش في معادي الخمسينيات وتحب شابا مصريا تقابله يوميا عند الجسر البديع الذي تبقت منه الآن بعض قطع الخشب والبلاط في منتصف الحديقة التي حلت محل الترعة فيما يعرف الآن بشارع القنال.
وياسر عبد الحافظ، كاتب ومترجم، سبق وصدر له أعمال: رواية "بمناسبة الحياة" ــ رواية "ابتذال"، ورواية "كتاب الأمان"، والتي يقول عنها الناقد الكبير صلاح فضل: "يكمل ياسر عبدالحافظ ثالوث المجموعة الطليعية من شباب الروائيين المصريين، ويتميز بثقة مبالغ فيها بقدراته على التلاعب بمستويات السرد والقرب من محاكاة الواقع وترميز الشخوص والإشارات المضمنة فى كتابته، حتى يتوهم أن بوسع الأطفال قراءته، بينما نجده يمعن فى التجريب وتبادل المواقع مع الراوى وإضمار العناصر الكاشفة وابتسار المواقف والأحداث، بما يتطلب جهداً من المتلقين لإعادة إدراجها فى منظومة متصلة".