حصل على البكاوية من الملك.. لماذا كره صاحب مذكرات عربجي الزواج؟
عرف عن الفنان الكبير الراحل سليمان نجيب بأنه كان عازفا عن الزواج طوال حياته.
وقال سليمان نجيب في حوار مع مجلة "الكواكب":"كنت طوال حياتي عازفاً عن الزواج، لأنني أحب حريتي وأخشى أن تقيدها سلاسل الزوجية، ففي شبابي كنت أهوى السهر وحياة الفن التى تبدأ في القاهرة مع بداية الليل فلا أعود إلى البيت إلا مع ساعات النهار الأولى، وكبرت هوايتي وكبر معها حبى لفنى وحريتي وحياة السهر".
أضاف:"بعدما توليت منصب مدير الأوبرا كان هذا المنصب يحتم على ان أتعامل دائماً وأخالط أهل الفن من الممثلين والراقصين والمغنيين والموسيقيين ، ويبدأ كل ذلك بعد الساعة التاسعة مساء".
وواصل: "أنا بطبعي أقدس الحياة الزوجية وحقوق الزوجة، لذلك لم أكن واثقاً أنني سأكون زوجاً يحترم حقوق الزواج وأنا على هذه الحالة من صداقة الفن والسهر، ثم من هي هذه الساذجة العمياء الصماء التى ستقبل بزوج يعود لها كل يوم مع شروق الصباح من تياترو أو مكان تعرض فيه لألوان الإغراء".
بدأ سليمان نجيب حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان "مذكرات عربجي"، منتقدا متسلقي ثورة 1919، وقد صعد المسرح في عهد كان يتعذر على أمثاله من الأسرة المحافظة العمل فيه.
تخرج نجيب في كلية الحقوق وعمل موظفاً ويشتغل في الوقت ذاته في المسرح التمثيلي إرضاء لنزعته الفنية، شغل سكرتارية وزارة الأوقاف، ثم نقل إلى السلك الدبلوماسي وعمل قنصلا لمصر في السفارة المصرية بإسطنبول، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها. كان عازما عن إخراج مذكراته لما يعلم عن وزارتي الأوقاف والعدل، إلا إنه توفي قبل نشرها.
شغل أيضا رئيس لدار الأوبرا المصرية في القاهرة (دار الأوبرا الملكية)، حصل على لقب «بك» من الملك فاروق. لم يفكر يوماً في الزواج وقد فضّل أن يعيش برفاهية وأن يفعل ما يريد دون أن يسبب لشريكة حياته أي نكد، لأنه يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات. كما أن حالة الفقر التي عاشها في بداية حياته كانت من العوامل على نفوره من الزواج كيلا ينجب أولاداً يعيشون في جو من الفقر.
عمل في المسرح وفي السينما وصل على عدة أدوار البطولة، رغم أن مرتبه كان كبيراً وارباحه كثيرة فإنه لم يدخر شيئاً.
من أشهر أدواره كان في فيلم غزل البنات عام 1949 وكان دوره سعادة الباشا مراد، وقد أدى هذه الشخصية بكل أرستقراطيتها مع خليط من طيبة القلب وخفة الدم. توفي في 18 يناير 1955. ولديه أكثر من 40 مسرحية ما بين تمثيل وتأليف وحوالي 52 فيلمًا.