رئيس المركز الأورومتوسطي : الصوفية جعلوا الذكر أمر أساسى في الطريقة
قال الدكتور منير القادرى، رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم ، إن أولياء الله فطنوا وتيقَّنوا أن ذِكْرهم لله هو مصدر قوتهم، وأن حاجة أرواحهم للزاد الروحي أحوج من حاجة أجسادهم للغذاء، فقلوبهم معلَّقة بالله، وألسنتهم تلهج بذكر الله، موردا قول يحيى بن معاذ: "يا غفول يا جهول، لو سمعت صرير الأقلام في اللوح المحفوظ وهي تكتب اسمك عند ذكرك مولاك لمِتَّ شوقًا إليه"، جاء ذلك خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 94والتى تنظمها مشيخة الطريقة البوتشيشية بالتعاون مع مؤسسة الملتقى .
وأضاف " القادري" أن الصوفية جعلوا الذكر أمر أساسى في الطريق والرُّكن الركين في السير والسلوك، والأساس المتين في التخلية والتحلية والترقي، وجميع الخصال المحمودة عندهم راجعة إلى الذكر ومنشؤها عن الذكر؛ موردا في هذا الصدد مجموعة من أقوال أعلام التصوف، منها قول ابن عجيبة: "واعلم أن الذكر أقرب الطرق الموصلة إلى الله تعالى، إذا كان بشيخ كامل".
وبين “ القادري” أن طريق مجاهدة النفس كتجربة روحية حية تمكن الفرد المشتغل بعيوبه الراغب في اصلاح نفسه ونفع محيطه انطلاقا من المعاني الروحية التي تمده بها تجربة ذكر الله تعالى، من أن يصير مواطنا صالحا نافعا منتجا في مختلف مناحي الحياة مساهما في بناء أسس المواطنة الكاملة، والعمل على بناء بلده ومجتمعه ونشر الفكر الصحيح والتصدى للفكر المتشدد.
وأردف أن بذكر الله تسمو روحانية العبد، فيطهر قلبه ويحيا، وبحياته يحيا المجتمع، فيفوز الفرد بالله، وتفوز الأمة بالخيرية والوسطية والشهادة على العالمين، وتابع أن ذكر الله يقيم التوازن بين مطالب الروح والجسد ويلقي في النفس البشرية قوة تتضاءل أمامها هموم الحياة.