كيف استعد موظفو الدولة للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟
يستعد موظفو الدولة للانتقال إلى العاصمة الإدارية بشكل تدريجي، وقال مساعد وزير الإسكان خالد عباس إنه حتى شهر يونيو سيكون العمل بالكامل في العاصمة الإدارية وستتنقل الوزارات بالكامل بإجمالي أكثر من 30 ألف موظف.
واستعدت الحكومة قبل الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة بتدريب الموظفين على حسب قدراتهم الوظيفية مع التكنولوجيا الحديثة التي وفرتها الدولة في الحي الحكومي بالعاصمة الجديدة.
«الدستور» تستعرض القصة الكاملة لاستعداد الموظفين للانتقال للعاصمة الجديدة.
قالت رشا عبد النبي موظفة، إنها وزملائها يستعدون خلال هذه الأيام لانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة بشكل تدريجي، موضحة سينتقل بعض زملائنا خلال الأيام المقبلة على أن ينتقل مجموعة جديدة كل فترة وسنكون جميعًا بمقرنا الجديد بالعاصمة خلال شهور قليلة.
وأكدت: «الدولة دعمتنا كثيرًا قبل انتقالنا للعاصمة فخصصت بدلات للانتقالات لبعد العاصمة عن أماكن سكن أغلب الموظفين، كما خصصت شقق للإيجار والتمليك داخل العاصمة لمن يرغب في السكن داخلها ولكل موظف حرية الاختيار بينهما».
وتابعت: «نستعد للانتقال للعاصمة منذ أكثر من عامين بتدريبات مكثفة وفرتها لنا وزارة التخطيط، وتنوعت هذه التدريبات ما بين الإدارة البشرية والكمبيوتر وغيرها من أساسيات العمل الإداري، بالإضافة إلى دورات متخصصة لكل إدارة في الوزارة، ودورات في رفع الوعي الوطني، ومفاهيم وأبعاد الأمن القومي، وتحدياته، وشرح مفهوم حروب الجيل الرابع، ومقومات نجاح الدولة، ونطاقات الأمن القومي، والتوعية بمؤسسات الدولة المصرية والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في المجالات المختلفة، ومفاهيم الحوكمة ومكافحة الفساد، فضلا عن أساسيات الكتابة الرسمية باللغة العربية والمهارات الأساسية لاستخدام الحاسب الآلي».
وعقد الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، العديد من الاختبارات للموظفين المرشحين للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، التي تنوعت ما بين تحريرية، في اللغتين العربية والإنجليزية، واختبارات على الحاسب الآلي وكيفية استخدام وتنزيل التطبيقات الحديثة، وأخرى شفهية، في المعلومات العامة، واختبارات في السمات العامة، والسلوكيات وطرق مواجهة المشكلات، والتعامل مع المواطنين، والثبات الانفعالي.
كما تم تدريب كل مجموعة في مجال عملها مثل الموارد البشرية، وكذلك العاملين بإدارة التعاقدات، والشؤون القانونية، ويجرى التنسيق في هذه البرامج مع الوزارات والأجهزة المعنية كل فيما يخصه.
وتشمل حزمة برامج التطبيقات من خلال تدريب عملي على كيفية إجادة استعمال التطبيقات المقرر تعميمها في العاصمة الإدارية الجديدة، بحيث يكون الموظفون المنتقلون على دراية كاملة قبل الانتقال بكيفية تشغيل واستخدام هذه البرامج.
وقال محمد فتيحة موظف حكومي، أنه يستعد خلال أيام للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة حيث سيكون من المجموعة الأولى التي يتم انتقالها على أن يتم انتقال باقي زملائه تدريجيًا.
وتابع: «هناك تغير كبير في عقلية موظفين الحكومة فبدلًا من الروتين الذي كان يسيطر على عقولنا أصبح لدينا قدرة على استيعاب التقدم التكنولوجي الكبير حول العالم بفضل الدورات المكثفة التي حصلتا عليها خلال العامين الماضيين».
وأوضح رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة صالح الشيخ، أن حجم الموظفين الذين تم تدريبهم قبل الانتقال للعاصمة الجديدة بلغ نحو 71 ألف موظف حتى فبراير المنصرم، موضحا أن جميع الموظفين خضعوا لبرامج تدريبية تضمنت «الجدارات الوظيفية» وشملت مهارات التواصل الفاعل، وبناء التفكير واتخاذ القرار وإدارة الوقت والتفكير النقدي والأخلاقيات والقيم وروح الفريق، إلى جانب التدريب على «البرامج التخصصية»، ومن بينها الشئون المالية والإدارية، والاتصال السياسي، وخدمة المواطنين، والادارات القانونية، والعلاقات الدولية، والعلاقات العامة، وإدارة الأزمات، بالإضافة إلى تدريب الموظفين على "التطبيقات التشاركية" تمهيداً للتعامل معها عند الانتقال للعمل بالعاصمة.
ووضعت الدولة مجموعة من الحوافز للموظفين المنتقلين للعاصمة الجديدة، فوفرت لهم الحكومة وحدات سكنية في مجموعة سكن الموظفين بمدينة بدر: «تبعد 7 كيلو مترات عن الحي الحكومي في العاصمة الإدارية، وعدد الوحدات الجاهزة حتى الآن 9 آلاف وحدة، وهناك 4700 أخرى جاري تجهيزهم، كما سيتم صرف بدل انتقال للموظفين للذين لم يحصلوا على شقق سكنية».