«الكاثوليكية» تحيي ذكرى القديسة أجنيس
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكرى القديسة أجنيس من بوهيميا، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرتها قائلا: ولدت أجنيس في عام 1211م. وهي ابنة الملك “أوتوكار الأول” ملك بوهيميا، والأميرة “كونستانس” ابنة الملك “بيلا” ملك المجر. ويُطلَق عليه أيضاً “أجنيس قديسة براغ”.
وتابع: بعمر الثالثة أصبحت أجنيس مسئولة من خالة أخرى من عائلتها هي القديسة “هيدوينج دوقة صقلية” زوجة دوق سيسليا “هنري الأول”. التي عهدت بتربيتها إلى دير الأخوات السيسترينيات، الذي بَنَتهُ بنفسها في منطقة تشبنيتسا لدى عودتها إلى بوهيميا عُهِدَ بها إلى مدرسة ودير بريمونستراتي لاستكمال تعليمها.
وتابع: وتمت خطبة أجنيس لـ “هنري” ابن الملك “فريدريك الثاني” ملك صقلية. إلا أن “ليوپولد السادس” دوق النمسا أراد تزويج ابنته لهنري، فتم فسخ خطبته من أجنيس. وأصبح والدها يتمنى تزويجها للملك هنري الثالث ملك إنجلترا. إلا أن الإمبراطور فريدريك أراد الزواج منها.
في خِضَمّ هذه الأنساب السياسية، رفضت أجنيس أن تكون جزءاً من زيجات المصالح السياسية والاقتصادية، وقرّرت أن تهب حياتها للصلاة وأعمال الخير كدعوة إلهية شعرت بها في داخلها، وإذ شعرت بأن قرارها سيتم رفضه عائلياً، التمست مساعدة البابا “جريجوري التاسع” ونجحت مساعيها في تنفيذ قرار تكريسها.
مضيفا: على أرض تبرع بها شقيقها “ﭬانسلاوس”، أسّست مستشفى على اسم القديس فرنسيس الأسيزي عام 1232م. وعاونها في ذلك اثنين من الرهبان الفرنسيسكان اللذان جاءا بناءً على دعوة شقيقها. عرفت أجنيس من هذين الراهبين عن رهبنة القديسة كلارا. وبدأت في مُراسلة القديسة كلارا الأسيزية رئيسة الأخوات الكلاريس، ويقال إن المراسلات ظلت لمدة عقدين. كانت نتيجته إرسال خمس راهبات كلاريس لإنشاء مقرّ للرهبنة بـ مدينة براغ شمال جبال الألب.
وتابع: وتبدو روح المحبة الأمومية واضحة من الرسائل المتبادلة بين القديسة كلارا الأسيزية وتلميذتها أجنيس، برغم أنهما لم يلتقيا بالوجه أبداً.
كذلك بَنَت أجنيس ديراً للرهبان الفرنسيسكان قريباً من مستشفى القديس فرنسيس الخيري. وأصبحت راهبات الكلاريس يخدمن مع الأميرة أجنيس في المستشفى، والتحقت هي أخيراً بالكلاريس الفقيرات عام 1236م، حيث عاشت حياة تقشُّف وصلاة مُستمرة إلى جانب خدمة الطبخ ورعاية مرضى الجُزام، وإطعام الفقراء والمحتاجين حتى بعدما أصبحت رئيسة دير الكلاريس ببراغ.
مستكملا: وانضم عدد من العلمانيين إلى خدمة المُستشفى عام 1238م، يتبعون الروحانية الأوغسطينية واسمهم “أخوية فرسان الصليب ذوي النجمة الحمراء” وبالوقت سَلَّمت لهم الأم أجنيس مسئولية المستشفى، وتفرَّغت هي لإدارة شئون الدير والتعبُّد والتأمل.
مختتما: وتوفيت الأم أجنيس، بعطر القداسة في 2 مارس 1282م عن عمر الحادية والسبعين، وتم تطويبها عن يد البابا “پيوس التاسع” عام 1874م. وتم إعلان قداستها عن يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 1989م، بعد توثيق معجزات شفاء تمت بشفاعتها. هي حالياً شفيعة جمهورية التشيك.