أستاذ بجامعة الأزهر: صيام أيام المناسبات الدينية ليس بدعة
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن صيام أيام المناسبات الدينية كالإسراء والمعراج، والنصف من شعبان، ويوم المولد، ويوم الهجرة؛ لا بأس به على وجه الشكر لله تعالى على ما أحدث فيها من نِعَمٍ، ولا يعد هذا من البدع المحدثة في الدين، وإن لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه وإن لم يفعله فلم ينه عنه، فبقي في دائرة المسكوت عنه، وهي أوسع دوائر الأحكام، لأن الحرام قد فصل تفصيلا، كما قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم).
وتابع "العشماوي" عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: قد بين عليه الصلاة والسلام الأيام التي تصام والأيام التي لا تصام، وسكت عن هذه الأيام، فصارت من هذه الدائرة الواسعة، دائرة المسكوت عنه، فإذا صحبته نية الشكر على النعمة فقد انتقل إلى دائرة الاستحباب، والأصل الشرعي الذي نستند إليه في تقرير هذا الحكم - غير كونه في دائرة المسكوت عنه - قوله وفعله وتقريره عليه الصلاة والسلام، فإنه لما دخل المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ قال: ما هذا؟! قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه، فقال: نحن أحق بموسى منكم! فصامه، وأمر بصيامه.
وأوضح "العشماوي": سن لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه السنة بقوله وفعله وتقريره، حين صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، وأقر اليهود على صيامه، وهو صيام بمناسبة ذكرى حدثت فيها نعمة، يتجدد الصيام فيها كلما تجددت الذكرى، واستنبط منه العلماء - كابن حجر وغيره - مشروعية الصيام شكرا على حدوث نعمة أو اندفاع نقمة!
وتابع: القول ببدعية صيام هذه الأيام ناتج عن الجهل بهذه الأصول أو تجاهلها، وقد سبق نسف الأصل الذي قرروه من قبل، وهو أن كل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يكون بدعة إذا فعلناه، فانظره في مواضع متفرقة من هذه الصفحة، والله يتولى هدانا وهداك.