باحثون مصريون يكتشفون حفريات قديمة لحيوانات نادرة في الفيوم
أشاد موقع “المونيتور” الأمريكي بآخر الاكتشاف الأثرية على يد باحثون مصرية حيث اكتشف عدد من الباحثين المصريين، حفريات قديمة للثعابين والسحالي بلا أرجل في مدينة الفيوم.
وقال “المونتيور”: بمشاركة فريق دولي من الباحثين، اكتشف فريق بحث مصري في مركز الأحافير الفقارية بجامعة المنصورة (MUVP) مؤخرًا أقدم حفرية لأسلاف ثعبان الكوبرا المصري، بالإضافة إلى أكبر سحلية بلا أرجل على الإطلاق، يعود كلاهما إلى 37 مليون سنة.
وذكرت جامعة المنصورة في بيان على فيسبوك: أن الاكتشاف شمل أيضًا عينات جديدة من ثعبان الرينينوتايت، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف نُشر في 16 فبراير في مجلة علم الحفريات الفقارية (JVP)، المتخصصة في حفريات الفقاريات.
وقالت مروة الحارث، عضوة فريق MUVP والمؤلفة الرئيسية للدراسة ، لـ"المونيتور": إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على حفريات لحيوانات من جنس “Squamata” - رتبة حيوانية تنتمي إلى الزواحف ذات المقاييس المتجددة، وأضافت أنهم مقسمون إلى مجموعتين - السحالي والثعابين.
وقالت إن هذا الاكتشاف يكشف عن حياة وتطور المخلوقات الحرشفية في منخفض الفيوم - وهو حوض كبير تشكل في هضبة الحجر الجيري في الصحراء الغربية، جنوب غرب القاهرة - خلال العصر الباليوجيني، وهو الأول من ثلاثة عصور من العصر الباليوجيني، حقبة حقب الحياة الحديثة (منذ 66 إلى 23 مليون سنة).
وفي منخفض الفيوم، خلقت الغابات الاستوائية المطيرة كميات هائلة من أحافير الفقاريات الأرضية والبحرية، حيث تم العثور سابقًا على العديد من الثدييات مثل الديناصورات وأسلاف القرود والحيتان الكبيرة.
وبعد عدة رحلات تدريب وبحث شاقة إلى منطقة الفيوم على مدار أكثر من ثلاث سنوات، وجدت حارث فقرة واحدة من السحلية غير الأطراف، إلى جانب سبع فقرات من الثعابين من مناطق الجذع والذيل، يتراوح حجمها بين 2 مليمتر (0.08) بوصة) إلى سنتيمتر واحد (0.4 بوصة).
وأشار الحارث، إلى أن "الثعابين تتحلل وتتحول إلى أجزاء صغيرة ، لذلك نادرًا ما نجد حفرية كاملة لأفعى" وتابعت لقد فوجئنا كثيرًا بعينة السحلية، وأثارت الشكوك لأنها كانت الأولى في مصر، هناك نتوءات كبيرة في الفقرات، وهذه النتوءات مرتبطة ببعضها البعض بواسطة عضلات كبيرة وقوية تمكن السحلية من التحرك بسهولة في حالة عدم وجود أطراف.
وأضافت: بمقارنة حجم فقراتها مع أكبر السحالي عديمة الأطراف التي تعيش على الأرض، وجدنا أن سحلية الفيوم المصرية كانت الأكبر، حيث يبلغ طول فقرتها 4 مليمترات، في حين أن فقرة أكبر سحلية معروفة اليوم التي تعيش حاليًا في كل من إفريقيا وآسيا يبلغ طولها 2 ملم".
وردًا على سؤال حول عينات فقرات الأفعى، قالت الحارث إنها تنتمي إلى الجد الأكبر للثعابين الحديثة التي تحمل اسم بروسيروفيس، مثل الكوبرا والتاريتا، عينات أخرى من الثعبان تنتمي إلى الرينينوتيت، ثعبان سمي على اسم إلهة التغذية والحصاد المصرية القديمة، والتي كانت تحمل رأس الكوبرا.
وقالت شروق الأشقر، باحثة “MUVP” والمسؤولة عن الحفريات في جامعة المنصورة ، لـ"المونيتور": "الاكتشاف مهم للغاية لأنه يحتوي على حفريات للزواحف التي كان من النادر العثور عليها في تلك الفترة الزمنية في القارة الإفريقية".
وقالت: "أضف إلى ذلك أن الاكتشاف فتح آفاقاً جديدة في تشكيل خريطة هجرة الحيوانات في العصور القديمة".
وقالت الأشقر: إن الفيوم كانت تتمتع ببيئة ممطرة استوائية جذابة للكائنات الحية قبل 37 مليون سنة، قبل حدوث تغيرات على الكرة الأرضية أدت إلى هجرة كائنات أخرى مثل القوارض والقرود من مصر إلى المناطق الاستوائية في جنوب إفريقيا وآسيا.
وأضاف الأشقر "لهذا السبب تدفعنا هذه الدراسة إلى مواصلة التنقيب في منطقة الفيوم القديمة لكشف ألغاز تطور [حيواناتهم] بمرور الوقت".
وعن خطوتها التالية، قالت حارث إنها ستواصل عملها في فك لغز السحلية عديمة الأرجل، وكيف أتت إلى مصر ولماذا لم تعد تعيش في مصر - بينما تستمر في العيش في آسيا وإفريقيا.