في الذكرى الـ7 لرحيل سليمان فياض.. «النداهة» تجربة عشتها
تمر اليوم الذكرى السابعة لرحيل الكاتب الروائي والقاص سليمان فياض الذي رحل في مثل هذا اليوم الـ26 من فبراير 2015.
سليمان فياض هو كان حالة فريدة ونادرة في المشهد الإبداعي المصري، ولا يمكن لمن يقترب منه إلا ان تسكنه الدهشة والغرابة نتيجة طبيعية لما قدمه الرجل من منجز إبداعي فهو صاحب «أصوات وأيام مجاور وعطشان يا صبايا والقرين» وغيرها من الأعمال الإبداعية التي ستظل قيمة وحدثا في عالم الأدب العربي وسيظل اسمه واحداً من أهم الكتاب العرب لعصرنا هذا.
ويبدو أن شغف سليمان فياض بالتراث الشعبي وغوصه في بحوره هو ما جعله يتجه إلى الكتابة في سياقه، وجاءت «عطشان يا صبايا» أولى أعماله القصصية، ومن ثم «النداهة» هي أعمال ارتبطت بالتراث الشعبي.
وأشار فياض في حوار سابق معي إلى ان تجربته مع «النداهة» تجربة مر بها وعشاها بقريته كان من يمرض وترتفع درجة حرارة جسده يدخل في حالة هذيان ويسمع صوت النداهة، ومن بعدها يأتي الموت لينهي القصة مع أغلب من يمرضون بصوت النداهة.
ولفت إلى أن كتاباته لا تخلو من الحديث عن الريف بكل ما فيه من حنين «عرفت القرية بمعالمها الطيبة وخضرة أراضيها وعفوية أهلها، أتذكر آخر زيارة لي وانتبهت إلى أن ثمة شيء ما تغير بالقرية فقد أصيبت بعدوى صخب المدينة، وجدت مسخ المدينة يسكن جدران الريف».
وأشار إلى أنه قدم ثلث مشروعه الإبداعي القصصي عن الريف والقرية، وجزء منه عن الأزهر خاصة أن تعليمه أزهري، وأكد على أن حياته في الريف أضافت إليه الكثير، كون الريف بالنسبة له كتاب الطبيعة المفتوح، «في سنوات مبكرة جدا من حياتي تعرفت فيها على كثير من الأشياء المرتبطة بالطبيعة والأرض، بعالم اخر لم أعرفه لو لم أكن ابناً للريف».
وعن طقوس فياض في الكتابة، أشار إلى أنه دوماً يكتب أغلب أعماله بالمقهى، ويبدأ بتعاطي قرصين من «الريفو» وبمجرد جلوسه يحتسي فنجانين من القهوة ثم يدندن بلحن غير مفهوم، وعندما تأتي لحظة البدء يلهث وراء شخصيات العمل تطارده مرة ويطاردها مرة حتى يكونا كلاهما واحد.
من أبرز أعمال سليمان فياض «عطشان يا صبايا، قصص قصيرة، 1961م.، وبعدنا الطوفان، قصص قصيرة، 1968م، أحزان حزيران، قصص قصيرة، 1969م، العيون (قصص قصيرة)، زمن الصمت والضباب (قصص قصيرة)، وفاة عامل مطبعة (قصص قصيرة)، الذئبة (قصص قصيرة)، ذات العيون العسلية، قصص قصيرة، 1992م، القرين ولا أحد (روايتان قصيرتان، أصوات، رواية، أيام مجاور، رواية، 2009م».
حصل على العديد من الجوائز منها
جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 من المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية عن مجموعته القصصية الثانية «وبعدنا الطوفان».
جائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام 1994م في حقل القصة.
جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002م.