هل تخلى الغرب عن أوكرانيا؟.. الاتحاد الأوروبى يفشل فى ردع روسيا
واجه الاتحاد الأوروبي احتجاجات غاضبة من كييف، حيث بدا زعماء أوروبا مستعدين للتراجع عن فرض عقوبات قد تكون الأكثر ضررًا على روسيا، حتى في الوقت الذي فرض فيه الكرملين حصارًا على أوكرانيا عن طريق البر والجو والبحر، وبات على أعتاب العاصمة كييف.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فقد أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن غضبه، حيث يبدو أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي غير جادين في اتخاذ قرار ضد حظر روسيا من نظام المدفوعات الدولي الذي تتلقى من خلاله العملات الأجنبية.
وتابعت أنه مع تزايد الخسائر في الأرواح، حذر كوليبا من أن السياسيين الأوروبيين والأمريكيين ستلطخ أيديهم بالدماء إذا فشلوا في فرض أكبر عقوبات على موسكو من خلال قطع روسيا عما يسمى بنظام المدفوعات السريع «سويفت».
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأوكراني تخلى عن دبلوماسيته المعهودة في حديثه للدول الغربية.
لماذا يكون حظر روسيا من سويفت خطيرًا جدًا؟
أخبر بوريس جونسون أعضاء البرلمان أن هذا القرار سيضر بالاقتصاد الروسي، حيث يجب على روسيا إجراء المعاملات المالية مباشرة مع البنوك الدولية أو توجيهها من خلال أنظمة منافسة وليدة، مما يزيد من التكاليف ويؤدي إلى حدوث تأخيرات.
لماذا تحجم الولايات المتحدة عن فرض حظر؟
وأكدت الصحيفة أن أحد الأسباب هو أن التأثير على الشركات الروسية قد لا يكون بهذه الخطورة.
وقال رئيس بنك في تي بي الروسي مؤخرًا، إنه يمكنه استخدام قنوات أخرى للمدفوعات، مثل الهواتف وتطبيقات المراسلة أو البريد الإلكتروني.
وتابع أنه يمكن للبنوك الروسية أيضًا توجيه المدفوعات عبر البلدان التي لم تفرض عقوبات مثل الصين التي أنشأت نظام مدفوعات خاصًا بها لمنافسة سويفت، قد يؤدي فرض حظر على روسيا باستخدام سويفت إلى تسريع استخدام نظام سيبس المنافس للصين، هناك أيضًا خوف من أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بوضع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، وتسريع استخدام البدائل مثل العملات المشفرة.
لماذا يرفض الغرب توقيع العقوبات على روسيا؟
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه يُقال إن إزالة روسيا من النظام سيجعل من شبه المستحيل على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مع عواقب على كل من قطاع النفط والغاز في البلاد وعملائها الأوروبيين.
وتابعت أن عددًا من الدول الأعضاء يعتقد أنه لا يوجد شيء يمكن كسبه من الانتظار، وهو الموقف الذي تشاركه حكومة المملكة المتحدة.
وخلال مكالمة مع المستشار الألماني، حث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أولاف شولتز، الحلفاء على الرد بأقسى الإجراءات، محذرًا من أن "التقاعس الغربي أو عدم اتخاذ رد الفعل ستكون له عواقب لا يمكن تصورها".
وقالت مصادر بريطانية إن جونسون لعب دورًا رئيسيًا مع الزعماء لمنع وصول روسيا إلى سويفت خلال خطابه في مجموعة السبع أمام زعماء العالم الآخرين، وكان جاستن ترودو من كندا الزعيم الآخر الوحيد الذي أعرب عن دعمه لإيجاد طريقة لفرض الحظر.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن ألمانيا وقبرص وإيطاليا كانت من بين الدول الأعضاء الأكثر اهتمامًا باتخاذ الإجراء في هذه المرحلة، بحجة أنه يجب الحفاظ على بعض النفوذ.
وأوضح أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي أن "التحذير بشأن سويفت يأتي من وجهة نظر أن شخصًا ما بدأ الحرب ونريد أن تتوقف هذه الحرب هنا والآن لذلك تحتاج دائمًا إلى إبقاء الأبواب مفتوحة لتتمكن من إجراء حوار لوقف الحرب".
وأضاف الدبلوماسي أن الإجراءات التي حظيت بتأييد بالإجماع داخل الاتحاد الأوروبي ستكون أكثر فعالية بكثير مع تكلفة وعواقب عالية أكثر من عقوبات سويفت.