مناقشة وتوقيع رواية «الجمعية السرية للمواطنين» لــ أشرف العشماوي بمكتبة تنمية
يحل الكاتب الروائي المستشار أشرف العشماوي، في السابعة من مساء اليوم الجمعة، في ضيافة مكتبة تنمية فرع المعادي، لمناقشة وتوقيع روايته الأحدث «الجمعية السرية للمواطنين»، والصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع. هذا ويناقش الرواية الكاتب عماد العادلي.
وحول إن كانت فكرة رواية «الجمعية السرية للمواطنين» علي خلفية عمله فى تحقيقات قضايا سرقة الآثار؟، قال الكاتب الروائي أشرف العشماوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": لا علاقة لعملى فى تحقيقات قضايا سرقة الآثار بهذه الرواية. أنا اخترت واقعة حقيقية حدثت عام ١٩٧٧ كنقطة انطلاق، وهى سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» من متحف «الخزف» فى منطقة الزمالك.
بدأت الفكرة من أسئلة حول الزيف والحقيقة، ولماذا نفضل الزيف ونرتاح له حتى لو عرفنا الحقيقة؟ ولماذا لا يكون المهمشون أبطالًا؟ لماذا لا نفتش عن النقاط البيضاء فيهم؟ لماذا نرى ضعفهم وقلة حيلتهم فقط؟
شغلنى الأمر لأسابيع بصورة مُلحة، ووجدت الشخصيات تتدافع لعقلى وخيالى، بدءًا من بطل الرواية الفنان التشكيلى «معتوق رفاعى»، وسرقة اللوحة فى السبعينيات، وبعدها استكملت رسم الشخصيات.
وحول التغيرات التي أصابت الشخصية المصرية والمجتمع ورصدها "العشماوي" في روايته «الجمعية السرية للمواطنين» أضاف: فى ظنى أن مجتمعنا حدث له «تجريف» فى محطات عديدة، ما أفرز شكلًا جديدًا للتعامل بين المواطنين وبعضهم البعض، وبينهم وبين الحكومة، أبرزها فى يوليو ٥٢، ثم فى يونيو ٦٧، وصولًا إلى منتصف السبعينيات بعد «الانفتاح». الغريب أن الحرب التى انتصرنا فيها لم تغيرنا إلى الأفضل.
التغيير الأخطر هو منتصف السبعينيات بالطبع، بعد «هوجة المد الوهابى»، واستبدال العقل بـ«العِقَال»، فراح الكل يجرى وراء المادة، وتراجعت قيمة العلم والتعليم، وسادت «الفهلوة» مع مهن صغيرة تافهة نجح أصحابها فى تحقيق ثروات سريعة، فصار السؤال الأشهر: «ولمَ لا؟»، وراح الكل «يجرب حظه فينا».
اختلاط المفاهيم وتوارى بعض القيم، ووضع مبررات كثيرة مثل «لقمة العيش» كعناوين فى صدر الصفحات الأولى لضمائرنا، أدى إلى انحدار قيمنا. لكن تثبيت الصورة فى عصر «مبارك» لسنوات طويلة جعلنا لا نشعر بالعمر وهو يمر، بينما كل شىء جيد يتسرب من بين أيدينا للأسف.
ومما جاء على الغلاف الخلفي لرواية "الجمعية السرية للمواطنين"، للكاتب أشرف العشماوي: أبطال هذه الرواية شخصيات غير تقليدية لكننا نصادفها كل يوم ، يعيشون في المسافة الفاصلة بين الحقيقة والخيال، ظلوا صامتين حتى فك المؤلف عقدة لسانهم ليحكوا ما أرهقهم كتمانه عبر سنوات طويلة، ما أوجعهم وما أسعدهم، أحلامهم التي لا تحتاج إلى تفسير وطموحاتهم التي لا تُكلف الكثير.
في روايته الجديدة يطرح أشرف العشماوي أسئلة مهمة حول قيمة الحقيقة وقوة تأثير الزيف على مواطنين مهمشين يحاولون الحياة، عبر سرد شيق لبدايات مليئة بالآمال ونهايات مرتبكة، أدت بغالبيتهم إلى عبور جسر الطموح إلى الجريمة بدافع إنساني مُضطرين . وبعد ما ظن كل منهم أنه عضو بجمعية سرية لا يدري الآخرون بأمرها، اكتشف أنه مجرد رقم في طابور طويل ينتظر دوره ليقبض نصيبه، لكنه يدفع للآخرين في الوقت ذاته بانتظام من سنين حياته وأيام عمره دون أن يدري.
يشار إلي أن "أشرف العشماوي" سبق وصدرت له روايات: البارمان٬ زمن الضباع٬ المرشد٬ كلاب الراعي٬ تويا٬ تذكرة وحيدة إلي القاهرة٬ بيت القبطية.
كما أصدر كتابا عن سرقات الآثار المصرية وتهريبها ومحاولات استردادها بعنوان "سرقات مشروعة" تمت ترجمته للغة الألمانية.