«خطة النواب»: على الحكومة اتخاذ التدابير لتقليل تداعيات الحرب الروسية
أكد مصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا بدأ ولا أحد يعلم متى النهاية، وهل سيظل محدودًا أم ستتداخل فيه أطراف أخرى؟ مضيفًا: “فكل الاحتمالات واردة وقابلة للتطور فقد تدحرجت كرة الثلج ولا ندري متى ستتوقف وإلى أي حجم ستتضخم”.
أضاف سالم: أثق تماماً في أن القيادة السياسية في مصر لديها من الحنكة والقدرة العالية على تقدير الموقف الإستراتيجي بعمق
ووعي وعلى اتخاذ المواقف والقرارات التي تراعي مصالح الوطن وتفهم تشابكات العلاقات الدولية جيدًا.
وأوضح وكيل خطة النواب أن هناك بعض التداعيات التي ستؤثر على الاقتصاد المصري وعلى المواطن المصري في الفترة القادمة جراء هذه الحرب رغم بعدها الجغرافي عنا، لكن كما نعلم فإن العالم قرية صغيرة وما أرصده الآن:
- أن روسيا وأوكرانيا يستحوذان على 29% من إنتاج القمح عالميًا
- أنتجت روسيا 76 مليون طن من القمح العام الماضي، وتمثل صادرات روسيا من القمح إلى العالم نسبة 17% من إجمالي تجارة القمح في العالم .
⁃ أن روسيا وأوكرانيا هما مصدر القمح الرخيص الأساسي لمصر ولا زالت مصر تحتاج نحو ٤٠٪ من احتياجاتنا السنوية للقمح ووفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية فإنه خلال الفترة من يوليو 2020 إلى يونيو 2021 بلغت واردات القمح الروسي إلى مصر 8.96 مليون طن من إجمالي 13.3 مليون استوردتها مصر خلال هذه الفترة.
وتابع “لو توقف شحن القمح سيتضاعف سعره بشكل جنوني وحتى مع ما اتخذته وزارة التموين من إجراءات وخطوات بزيادة مخزوناتها منه في الفترة الماضية فلن يبعد ذلك تمامًا من تأثير المشكلة على مصر” وتشير التوقعات إلى ارتفاع واردات مصر من القمح إلى 13.6 مليون طن خلال موسم 2021-2022، مقارنة بنحو 13.3 مليون طن في موسم 2020-2021، وسيرتفع استهلاك مصر بزيادة نسبتها 2.1% موسم 2020-2021، بسبب ارتفاع عدد السكان.
⁃ ارتفاع سعر البترول لما يزيد على ١٠٠ دولار للبرميل وهو ما ينعكس سلبًا على أسعار كافة المنتجات المستوردة لنا من الخارج.
⁃ تفاقم الارتباك الحاصل في سلاسل التوريد العالمية والتي بدأت منذ فترة كأحد توابع الجائحة والآن، ستزيد المشكلة تعقيداً بما يضاعف أسعار الشحن العالمية.
⁃ روسيا وأوكرانيا أهم أسواق تصدير السائحين لمصر وكان لدينا أمل كبير في انتعاش السياحة هذا العام لزيادة المعروض من النقد الأجنبي وزيادة معدلات نمو الاقتصاد المصري والحفاظ على فرص عمل العاملين بقطاع السياحة وهو ما سيتأثر سلباً بتلك الحرب.
⁃ لو نقص المعروض من النقد الأجنبي فربما نتوقع تراجع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار وهو ما سيؤدي إلى زيادة عبء الموجة التضخمية الحالية وسنشهد مزيد من ارتفاعات الأسعار.
⁃ روسيا وأوكرانيا من أهم الأسواق للحاصلات الزراعية المصرية ولو توقف التصدير إليهما سيؤدي ذلك لخسائر اقتصادية إضافية علينا، لكن الشئ الإيجابي ربما يكون في إرتفاع أسعار الغاز عالميًا بما يعوض مصر بعض الشيء إن استطاعت زيادة قدراتها الإنتاجية والتصديرية منه.
وأحيانًا تكون الفرص كامنة في التحديات فنحن، الآن، بحاجة لتدخل خبراء الاقتصاد الذين يمتلكون القدرة على ابتكار حلول و أفكار غير تقليدية لتجنب التحديات وانتهاز الفرص.
وأشار سالم إلى أنه ربما كانت تلك الحرب فرصة لمراجعة السياسات والتوجهات بزيادة الاعتماد على الذات والإسراع بوتيرة استزراع المشروعات القومية العملاقة مثل الدلتا الجديدة وتوشكي الخير، للوصول لدرجة أعلى من الاكتفاء الذاتي من القمح و المحاصيل الاستراتيجية.