أستاذ بالأزهر: الجماعات الدينية تتبع سياسة الدعوة والحشد الجماهيري في التمكين لها
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إنه لا شك أن الجماعات الدينية التي تتَّبع سياسة الدعوة والحشد الجماهيري في التمكين لها، وكان ولا يزال يهمها أن تكون لها جيوش من المتخصصين في الدعوة وجذب الجماهير، حتى تتسع قاعدتها، وتنتشر شعبيتها، فتحقق أهدافها بهذا التوسع والانتشار.
وأضاف عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: وقد حرصت هذه الجماعات على أن تلحق بعض أبنائها بالدراسة العلمية الأكاديمية التي تؤهلهم لأن يكونوا دعاة لها، أو دعاة للإسلام من وجهة نظرها.
وتابع: الحق أن أكثر الشباب كانوا معذورين في هذا التوجه، إذ لم يكونوا على دراية كافية بحقيقة تلك الجماعات، وما تسعى إليه من أغراض دنيوية جعلت الدين وسيلة إليها، ومما يدلك على صحة هذه الحقيقة التاريخية الواقعية - وهي اهتمام هذه الجماعات بإعداد دعاة يبشرون بمنهجها، وينشرون أفكارها - أن أكثر من كتبوا في الدعوة وأصولها ومناهجها ووسائلها وأساليبها ومصادرها؛ هم من أبناء هذه الجماعات، وأنهم أنشؤوا معاهد خاصة لإعداد الدعاة على طريقتهم الخاصة، وهي التي تم إغلاقها منذ نحو عقد من الزمان.
واستكمل: وقد وقع أبناء هذا التخصص - الدعوة الإسلامية - في مأزق كبير، اليوم، وذلك أن الدولة - حماية لأمنها الفكري والقومي - قامت بحظر نشاط بعض هذه الجماعات، وتجريم الانتساب إليها، ومنع تداول أفكارها بأي وسيلة من وسائل التداول، التي من بينها الكتب والبحوث العلمية، فأصبحت الكتابة في بحوث الدعوة أشبه شيء بالمستحيل؛ لأن الباحث يوضع بين خيارين، أحلاهما مر، فإما أن ينقل من المصادر العلمية التي حظرتها الدولة؛ لأنه لا يوجد سواها في التخصص، فيعرض نفسه للمساءلة، وإما أن يغير مسار البحث إلى الثقافة الإسلامية والأديان والمذاهب، وهذا أمر لمسته بنفسي حين أشرفت على بعض الباحثين في تخصص الدعوة؛ لاتصال بحوثهم بالحديث.