«رهانات إلكترونية».. عصابات المقامرة بنتائج مباريات كرة القدم على السوشيال ميديا
تدشين مواقع إلكترونية في مصر للرهان والمقامرة على نتائج مباريات كرة القدم بهدف التربح هى واحدة من أحدث وسائل النصب التي انتشرت في الآونة الأخيرة، والتي استغلت رياضة كرة القدم محوّلة إياها من رياضة تهدف إلى التسلية والمتعة إلى آداة للنصب القائم على الظنون والمقامرة وحب جمع المال دون تعب.
هذا ما فعله مؤخرًا 3 من الأشخاص تم ضبطهم بأسيوط لإنشائهم موقعًا إليكترونيًا للرهان على مباريات كرة القدم المصرية والعالمية.
واعتمد هؤلاء القائمين على الموقع بفكرة أن يتلقوا الأموال من المراهنين قبل بدء المباريات، ثم توزيعها على رابحي الرهان، وفي الوقت نفسه يُتحصل على إجمالي مبالغ الخاسرين، وذلك عن طريق المحافظ الإلكترونية، أما عن عدد المشتركين بهذا الموقع فقد تجاوز (500) فردًا، وجميعهم مقيمين بمحافظة أسيوط.
ذلك الموقع لم يكن الوحيد لممارسة هذا النشاط "الرهان على نتائج مباريات كرة القدم"، بل وبمجرد الضغط على محرك البحث الإليكتروني والبحث" عن رهانات مرة القدم" ستفاجئ بظهور قائمة من أبرز المواقع المصرية والعالمية التي تمارس هذا النشاط.
"الرهان في دوري الكرة العالمي أمر مسموح به وله مؤسسات كبيرة و معلومة المصدر تشرف عليه" بهذه الكلمات فسّر الدكتور حسام النحاس القبض على القائمين على مثل هذه المواقع "رهانات على نتائج مباريات كرة القدم في مصر"، في حين أن هناك العديد من نظرائها العالميين الذين يعمل أصحابها تحت مرأى ومسمع دولهم دون توقيع أدنى عقوبة عليهم.
وشرح ذلك بأنه في دول العالم مثل أوروبا وأمريكا القمار والرهان أمرًا مُباحًا دينيًا وقانونيًا، وتلك الرهانات هناك هي وسيلة ربحية منظمة، لا خطر منها إذ يشرف عليها مؤسسات ضخمة آمنة على المتعاملين وفوق ذلك تسمح بها الدولة.
وتابع "أما في مصر فلايوجد أي قانون يسمح بالموافقة على إنشاء هذه المواقع، وبالتالي فهدفها هنا هو التربح من خلال جذب المُعلنين فقط، وكذلك ممارسة النصب، والخداع على المواطنين لكونها تعتمد على ظنون المتابعين، وهو ما يُعد" قمارًا" ذلك الذي يحرمه ديننا و مجتمعنا.
وأضاف أن تلك المواقع قد يكون ورائها العديد من الأغراض المُشينة مثل جمع البيانات الشخصية للمواطنين ثم استغلالها بعد ذلك في ممارسة ابتزازهم، وعددًا من أشكال الجرائم في حقوقهم، مما يعرضهم للخطر، لذا دعا النحاس إلى عدم الانجراف وراء هذه المواقع الخبيثة بدعوى التربح السريع فقد يكون ما سيدفعه الشخص من ضرر أكبر كثيرًا مما سيحصل عليه من منفعة إذا حدثت.
كما وجه خبير الاتصالات التحية لقوات الأمن التي تتبع مثل هذه "العصابات" الإليكترونية لضبطها وردعها.
أما عن رأي الدين، قال الدكتور ربيع محمود من علماء الأزهر إن المراهنة والمقامرة أمرًا ممنوعًا ومحرمًا شرعًا.
وأوضح أن المقامرة تعني أن يتراهن شخصًا على شئ يمكن حصوله كما يمكن عدم حصوله، فيقول أحدهما للآخر إن حصل كذا فلك على كذا، وإن لم يحصل فلي عليك كذا وهذا هو المسمى في اللغة بالمخاطرة أو الخطر.
وتابع أنه في مثل هذه الرهانات الكُروية تعطى الجوائز على أساس صدق التنبؤات وخطئها إذن فهذا قمار بيّن، وبالتالي فهو فهو أمر مُحرم.
وبين أشهر مواقع الرهانات العالمية في عالم كرة القدم مواقع Bwin وBet365 وWilliam Hill وBetfair.
وتظهر أسماء هذه المواقع من خلال الإعلانات التي تظهر خلال تصفحنا على الإنترنت، أو على قمصان عدد من الأندية العالمية كنوع من الرعايات التجارية.
وبالبحث عن تاريخ مواقع الرهان الإليكتروني نجد أنه بدأ بعام 1998، وتطور ليصبح بامكان المُراهن توقع مُسجل الهدف، نتيجة الشوط الأول، عدد الركلات الركنية، البطاقات الملونة، ونتيجة المباراة النهائية، حتى أنه في بعض المواقع يمكنك الرهان على هدف مبكر أو متأخر وهذا ما يجعل المُراهن يهدر المزيد من الأموال أو يكسب الكثير منها.