جلابية مزاد
مسلسل "هو وهي"، كلنا عارفين إنه كان عمل تاريخي، مش يعني أحداثه تدور في عصور تاريخية قديمة، أقصد عمل غير عادي، عمل يحفظه التاريخ، أحمد زكي وسعاد حسني في مسلسل، دا لـ وحده كفاية.
إنما المشروع كمان كان المفروض له أبعاد تانية، ومش بس زكي وسعاد، دي قصص كتبتها سناء البيسي، وسناء صحفية محبوبة وتحظى بـ تقدير كبير عند معظم الجورنالجية، كـ كاتبة ذات قلم رشيق وصانعة صحافة من الطراز الفاخر، بعد كدا عملت تجربة "نصف الدنيا"، اللي كانت أكتر من مجرد مجلة متخصصة، عرفت فيها تحافظ على كونها متخصصة، لكن بـ نكهة المجلة الشاملة.
ومادام سعاد يبقى صلاح جاهين، هو اللي تولى كتابة السيناريو والحوار لـ الحلقات المنفصلة دي، وكتب لها الاستعراضات والأغاني، وكان لي حظ إني أطلع على مسودات بعض الأغاني بـ خط إيد جاهين، قبل ما يحصل بعض التعديلات في كلامها، وكان واضح الجهد اللي بذله جاهين في الحلقات.
المسلسل تعرض لـ تعثر كبير، وتوقف أكتر من مرة وكان مهدد بـ إنه ما يكتملش وما يتعرضش، وأفتكر إنه قعدنا فترة طويييلة نسمع عن المسلسل دا قبل عرضه سنة 1985.
المهم، مش دا اللي عايز أقوله، كان فيه حلقة اسمها "جلابية بارتي"، كل أحداثها تقريبا بـ تدور أثناء حفلة، دعت لها بطلة القصة، لـ تكذيب خبر انتحار جوزها، الشخصية كانت بـ تلعبها طبعا "سعاد حسني"، وجوزها أكيد أحمد زكي، والحفلة هي الموضوع.
شرط حضور الحفلة، زي ما هو واضح من اسمها، إنه كل الحضور يلبسوا جلاليب، الموضوع طبعا له مغزى مرتبط بـ أصول أحمد زكي اللي كان فلاح قبل ما يبقى رجل أعمال مشهور، وفيه جدال هـ يحصل على الفكرة دي في أكتر من موقف أثناء الحلقة.
سعاد زي ما إحنا عارفين، كانت من أكتر الأهلاوية في مصر، فـ اقترحت إنه الجلابية اللي تلبسها هي في الحفلة، يكون مطبوع عليها صورة محمود الخطيب.
أياميها كان الخطيب بقى فعلا أسطورة أهلاوية ومصرية، لـ درجة إنه غيابه عن أي ماتش معناه الإيرادات تقل النص أوتوماتيك، لا يمكن مقارنة الخطيب وقت ما كان لاعب، بـ أي حد قبله أو بعده، مع الاحترام لـ الجميع، أو يمكن بس أنا منحاز لـ بيبو.
فعلا، اقتراح سعاد دا اتنفذ، وظهرت معظم الحلقة بـ الجلابية دي، والمسلسل كله على بعضه نجح.
لكن برضه كل دا مش مهم، المهم دلوقتي واللي عايز أكلمك فيه: إيه مصير الجلابية دي؟
سعاد أوصت إنه بعد وفاتها، يتعمل عليها مزاد، يقدمه أكبر النجوم، بـ حيث يدر أكبر دخل ممكن، ليه؟ لـ إن تمنها بـ الكامل يخصص لـ علاج الأطفال المصابين بـ مرض السرطان.
بعد وفاتها بـ شهور، اتعمل المزاد فعلا، وبدأ بـ ألف دولار، لكنه المزايدين فضلوا يرفعوا السعرلـ حد ما اتباعت في النهاية، بـ أكتر من 100 ألف، تحديدا مائة وعشرة آلاف دولار، اللي كانوا وقتها يساووا تقريبا نص مليون جنيه، إنما بـ أسعار النهاردا يعملوا حوالي اتنين مليون جنيه إلا ربع.
الله يرحمك يا سعاد