الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نقل 49 عضوًا من شيوخ شيهات
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بذكرى نقل أعضاء 49 شيوخ شيهات.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في هذا اليوم نعيد بتذكار نقل أجساد الأباء الأطهار القديسين شيوخ برية شيهيت التسعة والأربعين إلى كنيستهم بدير القديس مقاريوس
وعن سيرتهم الذاتية يقول السنكسار الكنسي، إن الملك ثاؤدسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس لم يرزق ولدا، فأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم أن يسألوا الله لكي يعطيه ابنا، فكتب إليه القديس ايسيذوروس كتابا يعرفه فيه ان الله لم يرد ان يكون له نسل يشترك مع أرباب البدع بعده. فلما قرأ الملك كتاب الشيخ شكر الله، لكن أشار عليه قوم ان يتزوج امرأة أخرى ليرزق منها نسلا يرث الملك من بعده. فأجابهم قائلا: إنني لا أفعل شيئا غير ما أمر به شيوخ برية شيهيت.
ثم أوفد رسولا من قبله اسمه مرتينوس ليستشيرهم في ذلك، وكان لمرتينوس ولد اسمه ذيوس اصطحبه معه للزيارة والتبرك من الشيوخ، فلما وصلا وقرأ الشيوخ كتاب الملك، وكان القديس ايسيذوروس قد تنيح، أخذوا الرسول وذهبوا به إلى حيث يوجد جسده ونادوا قائلين يا أبانا قد وصل كتاب من الملك فبماذا نجاوبه. فأجابهم صوت من الجسد الطاهر قائلا: ما قلته قبلا أقوله الآن، وهو ان الرب لا يرزقه ولدا يشترك مع أرباب البدع حتى ولو تزوج عشر نساء، فكتب الشيوخ كتابا بذلك للملك.
ولما أراد الرسول العودة، غار البربر على الدير، فوقف شيخ عظيم يقال له الأنبا يوأنس ونادي الاخوة قائلا هو ذا البربر قد اقبلوا لقتلنا، فمن أراد الاستشهاد فليقف، ومن خاف فليلتجئ إلى القصر، فالتجأ البعض إلى القصر، وبقي مع الشيخ ثمانية وأربعون، فذبحهم البربر جميعا، وكان مرتينوس وانبه منزويان في مكان، وتطلع الابن إلى فوق فرأى الملائكة يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ الذين قتلوا، فقال لأبيه: ها أنا أرى قوما روحانيين يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ فأنا ماض لأخذ لي إكليلا مثلهم، فأجابه أبوه: وأنا أيضا اذهب معك يا إبني. فعاد الاثنان وظهرا للبربر فقتلوهما ونالا إكليل الشهادة. وبعد ذهاب البربر نزل الرهبان من القصر واخذوا الأجساد ووضعوها في مغارة وصاروا يرتلون ويسبحون أمامها كل ليلة.
وجاء قوم من البتانون واخذوا جسد الأنبا يوأنس، وذهبوا به إلى بلدهم. وبعد زمان أعاده الشيوخ إلى مكانه، وكذلك أتى قوم من الفيوم وسرقوا جسد ذيوس ابن مرتينوس، وعندما وصلوا به إلى بحيرة الفيوم، أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه. وقد أراد الآباء عدة مرات نقل جسد الصبي من جوار أبيه فلم يمكنهم. وكانوا لكما نقلوه يعود إلى مكانه. وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل من يقول سبحان الله. نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضًا، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟.
ولما ازداد الاضطهاد وتوالت الغارات والتخريب في البرية، نقل الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس. وفي زمان الأنبا ثاؤدسيوس البابا الثالث والثلاثين بنوا لهم كنيسة. ولما أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البرية، رتب لهم عيدا في الخامس من أمشير وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذا الكنيسة.
ومع مرور الزمن تهدمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلم إبراهيم الجوهري فبني لهم كنيسة حوالي أواخر القرن الثامن عشر للميلاد ونقلوا الأجساد إليها. ولا زالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس. أما القلاية التي كانوا بها فمعروفة إلى اليوم بقلاية "أهميه ابسيت" (أي التسعة والأربعين) صلاتهم تكون معنا آمين.