ما الفرق بين الاستغفار وبين التوبة؟... على جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]،أُمرنا حتى نفتح الباب أن نبدأ بالاستغفار، ولكن الغريب أن يقول: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فما الفرق بين الاستغفار وبين التوبة؟، الاستغفار هو نوعٌ من أنواع الدعاء لكن التوبة هي نوعٌ من أنواع الإقلاع عن الذنب، والاستغفار هو استعانة بالله، والاستغفار هو نوعٌ من أنواع العبادة.
وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} استئذان؛ يا رب اغفر لي فإنني لا أهتدي ولا أقدر على نفسي إِلَّا إذا غفرت لي، واللهُ سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء الناس، فيغفر لهم، ثم إنه يبقى على ذنبه؛ ولذلك من شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، ارتكبت الذنب أمس؛ ولكنني ما زلت مستمرًا عليه اليوم.
وأشار إلى أن الاستغفار فتح للأبواب، لكن الآن وقد فُتِحَ الباب رفضت أن أدخل، فاللهُ سبحانه وتعالى غفر لي ما قد مضى، ولكن: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} لكنني أصررتُ على ما فعلت، فالاستغفار حينئذٍ تراه الملائكة وكأنه نوع من أنواع الاستهزاء بالله -والعياذ بالله تعالى- ، كيف تطلب منه فتح الباب، ثم ترفض عندما يفتحه لك.
وأوضح: إذن الاستغفار يكون لفتح الباب، والتوبة لابد أن تتلوه بترك المعاصي، والإقلاع عنها، فمن شروط التوبة: الندم على ما فات، والعزم على أَلَّا يفعل ذلك فيما بعد، وقالوا أيضًا أن الفرق بين الاستغفار والتوبة هو: أن الاستغفار يتعلَّق بالذنوب العقدية، والتوبة تتعلَّق بالذنوب العملية السلوكية، وقالوا غير ذلك، ولكن هذا الحال الذي أرشدنا إليه اللهُ سبحانه وتعالى فيه أنه يجب علينا أن نكثر الاستغفار باللسان، ومعه القلب، وأن نبتعد عن المعاصي بجوارحنا مع ندمٍ قلبي على الذنوب.