اليوم.. الكنيسة تُحيى ذكرى اجتماع المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، بذكرى اجتماع المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية سنة 381م.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم من سنة 381 م اجتمع بمدينة القسطنطينية المئة والخمسين أبا بأمر الملك ثاؤدسيوس الكبير، لمحاكمة مقدونيوس بطريرك القسطنطينية وسبيليوس وأبوليناريوس المجدفين علي الله الكلمة والروح القدس، وذلك أنه لما ذاع هذا التجديف خشي الآباء علي سلامة الكنيسة، وأعلموا الملك ثاؤدسيوس بهذه الهرطقات.
فأمر بعقد مجمع وأرسل إلى كل من الأنبا تيموثاؤس بابا الإسكندرية الثاني والعشرين والأنبا داماسوس بابا رومية والأنبا بطرس بطريرك إنطاكية والأنبا كيرلس بطريرك أورشليم، فحضروا ومعهم أساقفة كراسيهم ما عدا بابا رومية فإنه لم يحضر بنفسه ولكنه أرسل نوابا عنه. ولما اجتمع المجمع المقدس بمدينة القسطنطينية دعوا مقدونيوس وسأله الأنبا تيموثاؤس بابا الإسكندرية ورئيس المجمع قائلا ما هو اعتقادك؟ فأجاب بأن الروح القدس مخلوق كسائر المخلوقات. فقال الأنبا تيموثاؤس إن الروح القدس هو روح الله.
فإذا قلنا كزعمك إن روح الله مخلوق فنكون قد قلنا إن حياته مخلوقة، فهو إذن عديم الحياة بدونها، ثم نصحه بأن يرجع عن سوء رأيه. ولما رفض قطعه وجرده من رتبته.
ثم سأل سبيليوس قائلا وأنت ما هو اعتقادك؟ فأجاب بأن للثالوث ذاتًا واحدة وإقنومًا واحدًا.
فقال له الأنبا تيموثاؤس إذا كان الثالوث كما زعمت، فقد بطل ذكر الثالوث وبطلت أيضًا معموديتك لأنها باسم الآب والابن والروح القدس، ويكون الثالوث علي زعمك تألم ومات، وبطل قول الإنجيل إن الابن كان قائما في الأردن، والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة، والأب يناديه من السماء، ثم نصحه بأن يرجع عن رأيه الفاسد فلم يقبل فقطعه وجرده من رتبته.
ثم سال أبوليناريوس قائلا وأنت ما هو اعتقادك؟ فأجاب بأن تجسيد الابن كان باتحاده مع الجسد البشري وبدون النفس الناطقة، لأن لاهوته قام مقام النفس والعقل.
فقال له الأنبا تيموثاؤس إن الله الكلمة قد اتحد بطبيعتنا لكي يخلصنا، فإن كان باتحاده بالجسد الحيواني فقط، فهو إذن لم يخلص البشر، بل الحيوانات، لأن البشر يقومون في يوم البعث بالنفس الناطقة العالقة، التي معها يكون الخطاب والحساب، وبها ينالون النعيم أو العذاب.
وعلى ذلك قد بطلت منفعة التجسد وإذا كان هكذا فكيف يقول عن ذاته عز وجل أنه إنسان، إذا كان لم يتحد بالنفس الناطقة العاقلة ؟ ثم نصحه ليرجع عن رأيه الفاسد فلم يقبل فقطعه أيضا كزميليه. أخيرا حرم المجمع الثلاثة ومن يقول بقولهم، ثم كمل دستور الإيمان الذي وضعه آباء مجمع نيقية حتى قوله الذي ليس لملكه انقضاء، وبالروح القدس. فزاد عليه آباء مجمع القسطنطينية ما يلي هذا القول إلى آخره وضعوا قوانين ما زالت في أيدي المؤمنين.