مدير «المحاصيل الحقلية» يكشف خطة حماية القمح من مخاطر أمراض الأصداء
قال الدكتور رضا محمد علي قمبر، مدير معهد المحاصيل الحقلية، إنه يمكن الوصول إلى زيادة الإنتاجية الغذائية لمحصول القمح بعدة طرق أهمها التوسع في زراعة الأصناف الجديدة عالية المحصول والمقاومة للأمراض، مشيرا إلى وجود 20 صنفا تتم زراعتها على المستوى التجاري في جميع مناطق الجمهورية منها 6 أصناف من قمح الديورم (المكرونة) و14 صنفا من أصناف قمح الخبز تتميز جميعها بالإنتاجية العالية في المحصول والمقاومة للأمراض وخاصة الأصداء، خاصة أن محصول القمح يتعرض للإصابة بالعديد من الأمراض هي الأصدأ الأصفر والبرتقالي والأسود، التفحمات وأهمها التفحم السائب والبياض الدقيقي.
وأضاف مدير معهد المحاصيل الحقلية في تصريحات صحفية، الخميس، إنه بالنسبة للتفحم فإنه من سياسة وتوصيات قسم بحوث القمح أن تتم معاملة التقاوي بالمطهرات الفطرية قبل الزراعة وأثناء إعداد التقاوي، مشيرا إلى أن المعهد من خلال برامج التربية بانتخاب السلالات المقاومة لمرض البياض الدقيقي.
وأوضح «رضا محمد علي»، إنه بالنسبة للأصداء يقوم قسم بحوث القمح من خلال برامج التربية باستنباط أصناف عالية الإنتاج مبكرة النضج مقاومة للأمراض (خاصة أمراض صدأ القمح الثلاثة) والآفات (خاصة حشرة المن) وتتحمل الإجهادات الحيوية والبيئية من قمح الخبز وقمح المكرونة، تتوافق في مواصفاتها مع رغبات المزارع وصناعة الطحن والخبيز ورغبات المستهلك المصري.
وأشار مدير معهد المحاصيل الحقلية إلي أنه نظراً لظهور سلالات مرضية جديدة كل فترة فإن قسم بحوث القمح يقوم باستبدال الأصناف القديمة بأخرى جديدة لها نفس صفة المقاومة للأمراض وذات إنتاجية عالية، موضحا أنه تم هذا العام تسجيل صنفين جديدين سيتم طرحهما للمزارعين خلال المواسم الزراعية المقبلة هما الصنف (مصر 4) وهو من أصناف قمح الخبز والصنف (بني سويف 8) وهو من أصناف قمح المكرونة، يتميزان بارتفاع المحصول بالمقارنة بالأصناف الأخرى وبمقاومة الأمراض، خاصة أمراض صدأ القمح.
ولفت «رضا محمد علي»، إلي أن قسم بحوث القمح كان القسم قد قام بتسجيل 3 أصناف عام 2019 على الرغم من ظروف جائحة كورونا وهي الآن من الأصناف التي يُقبل عليها المزارعون، وذلك لارتفاع إنتاجيتها ومقاومتها للأمراض، بالإضافة إلى تميزها بصفات تكنولوجية وخبيز عالية وهذه الأصناف هي ( مصر 3 وسخا 95) من أصناف قمح الخبز والصنف (بني سويف 7) من أصناف قمح المكرونة.
وشدد مدير معهد المحاصيل الحقلية على أن سياسة قسم بحوث القمح، حيث لا يتم الاعتماد على صنف واحد أو اثنين قد تحدث لهم إصابة خلال الموسم، وذلك لأن أمراض الصدأ بصفة خاصة تتجدد كل عام وتختلف شدتها من عام لآخر وقد تظهر سلالة مرضية جديدة تكسر صفة المقاومة في الصنف المنزرع كما حدث في موسم 1995 / 1996 عندما كان أكثر من 70% من مساحة القمح في مصر مزروعة بالصنف سخا 69 وحدثت إصابة بالصدأ الأصفر دمرت زراعة القمح في هذا الموسم.
وأوضح «رضا محمد علي»، إنه منذ هذا التاريخ بدأ قسم بحوث القمح في تطبيق سياسة صنفية صارمة يضعها القسم بشكل منتظم وبصفة مستمرة كل عام هي في المقام الأول لصالح إنتاج القمح في مصر وهي لا تتم بشكل عشوائي وإنما تتم على أساس أن تكون الأصناف المزروعة مقاومة للأمراض (وبخاصة الأصداء)، وذات إنتاجية عالية.
ولفت مدير معهد المحاصيل الحقلية إلي أنه يتم استبعاد أي صنف تنكسر مقاومته لهذه الأمراض، ولكن عملية الاستبعاد لا تتم بشكل مفاجئ وإنما تتم من خلال عملية الإحلال والتبديل التي تستلزم فترة زمنية لا تقل عن موسمين زراعيين لترسيخ السياسة الصنفية الجديدة.
ونبه «رضا محمد علي»، إلى أن قسم بحوث القمح أوصى بمنع زراعة الأصناف التي انكسرت مقاومتها مثل (سدس 12، جميزة 11 وشندويل 1) التي تتعرض للإصابة الشديدة في الوجه البحري، والتوجيه بزراعتها فقط في محافظات مصر العليا، حيث تمنع درجات الحرارة المرتفعة هناك من حدوث الإصابات المرضية.
ولفت مدير معهد المحاصيل إلى أن تغيير سلوك المزراعين وقناعاتهم الشخصية يتطلب فترة أكبر لذا فإنه لا بد من تضافر جهود البحوث والإرشاد والتعاونيات في متابعة حقول القمح للتعرف على الإصابة والاكتشاف المبكر لها، مع ضرورة العمل على توفير المبيدات الفطرية الخاصة بمكافحة هذه الأمراض وهي (التلت، وسومي 8 والفنجشو) بحيث تكفي لرش حوالي 25% من إجمالي المساحة المزروعة مع الاستعداد لتوفير كميات أكبر بشكل سريع في حالة الاحتياج إلى ذلك.