الكنيسة الكاثوليكية تُحيى ذكرى القديس مارون الناسك
تُحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الأربعاء، ذكرى القديس مارون الناسك.
وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: وُلِدَ القدّيس مارون نحو سنة 350م، في شمال سوريا في مدينة "كفر نابو" قورش حاليا، وهي تقع شمال شرقي أنطاكية وهو آرامي العُرق سريانيّ اللغة، كما يدل اسم مارون. وهو لفظة سريانية آرامية مار، وتعني "السيد".
وتابع: كان صديق القديس يوحنا فم الذهب وزميل الدراسة ودرس في أنطاكية قبل أن يتبنى كل منهما نمط الحياة النسكية كما ورد في رسالة القديس يوحنا فم الذهب.
وواصل: في عام 398م هجرَ مارون الحياة العامّة واعتزل في كالوتا على جبل في المنطقة القورشيّة شمالي غربي مدينة حلب. هذا الجبل يدعى اليوم جبل سمعان، نسبة الى دير مار سمعان العامودي. وهناك قضي أيامه ولياليه في العراء بالصوم والصلاة والتقشّف متنسكا: "مارس مارون التقشف وضروبا من الإماتات، تحت جو السماء، متعبدًا ومجهدا في الأصوام والصلوات والليالي الساهرة والركوع والسجود، والتأمل في كمال الله ومتى اشتدَّت العواصف كان يلجأ إلى خيمةٍ نَصَبَها هناك من جلد الماعز. وابتنى لنفسه صومعة حقيرة يلجأ إليها في ظروف نادرة". وأقام على المعبد الوثني المهجور للإله نبّو فحوّل ما فيه إلى عبادة الله الحقيقية.
واستطرد: ونظرا إلى تقشّفه ومواعظه وموهبة الشفاء جعلت الناس يتوافدون إليه من القرى والبلدات المجاورة، منهم مَن لجأ إليه لمرضٍ جسديّ وآخرون لمرضٍ نفسي. فجاء في سيرة حياته: "كانت الحُمىَّ تخمدُ بظلِّ بركته، والأمراض على اختلافها تشفى جميعها، والأبالسة تنهزم بعلاجٍ واحد منه وهو “الصلاة" غير أن القديس مارون لم ؛يقتصر على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرئ أيضًا أمراض الروح، فكان يشفي من الغضب والكذب واستباحة المحرمات وغيرها من المنكرات".
وأكمل: والتفوا حوله في مغاور وكهوف وصوامع، ينتظرون تفقده إياهم فيصغون بلهفة إلى عظاته وإرشاداته «الموجّهة الهادية في مجاهل الحياة النسكية». وكان أقرَب الأشخاص إلى مارون الراهب زابينا الّذي أولاه القدّيس الكثير من الاحترام وأوقرَ شيخوخته واقتدى ببعض طُرُقه في الزُهدِ والتقشّف حتى إنّ بعض المؤرخين اعتبرَ أنَّ الراهب زابينا قد يكون معلّم مارون. ومن تلاميذه يعقوب القورشي وليمناوس، وصديقه الناسك زيبيناس.