على جمعة: التقوى هي الدافع الحقيقي للالتزام بأحكام الدين
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التقوى هي الدافع الحقيقي للالتزام بأحكام الدين، وتقوى الله رزق يرزقه الله من يشاء من عباده، وهى خلق إسلامي فاضل حث عليه ربنا في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الأكرم صلوات الله عليه وسلم في أكثر من موضع، ولما ولي أبو بكر رضي الله تعالى عنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن قد نزل القرآن وبين النبي صلى الله تعالى عليه وسلم السنن فعلمنا اعلموا أن أكيس الكيس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور.
وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: “ومن خطبة علي رضي الله تعالى عنه أيها الناس اعتصموا بتقوى الله فإن لها حبلا وثيقا عروته ومعقلا منيعا ذروته وبادروا الموت وغمراته وأمهدوا له قبل حلوله، وأعدوا له قبل نزوله. ومنها أيضا: أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون والزالون المزلون يتلونون ألوانا ويفتنون افتنانا، وحين ضربه ابن ملجم قال للحسن والحسين : أوصيكما بتقوى الله تعالى وأن لا تبغيا الدنيا، وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوى عنكما، وقولا بالحق وعملا للآخرة، وكونا للظالم خصيما، وللمظلوم عونا، أوصيكما وجميع ولدي وأهلي، ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، وعن سهل بن عبد الله: لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر”.
وأوضح: “قد قيل لطلق بن حبيب: صف لنا التقوى، قال: التقوى عمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله، والتقوى ترك معصية الله مخافة عقاب الله على نور من الله، التقوى، وأنها لازمة وأنه ينبغي لكل مسلم التحلي بها، إذ التحلي بها هو نفسه التحلي بالإسلام، والتخلي عنها هو نفسه التخلي عن الإسلام، فإن شريعة الإسلام هي أوامر الله ونواهيه، وإن التقوى هي فعل الأوامر ابتغاء رضوان الله والخوف من عذابه، وترك النواهي ابتغاء رضوان الله وخوفا من عذابه، وتقوى الله درجات، فأدنى هذه الدرجات هي اجتناب الشرك والكفران، وهي لازمة باتفاق، ثم اجتناب الكبائر من الآثام، ثم اجتناب باقي الذنوب، وكل هذه الدرجات هي من التقوى الواجبة على كل مسلم ومسلمة دون تفريق”.
وأشار: “هناك درجات أخرى من التقوى ليست واجبة مثل: اجتناب المكروهات، وأعلى درجات التقوى على الإطلاق: اجتناب كل شيء يشغل السر عن الحق سبحانه؛ بحيث لو طرأ غيره ولو أنا لأجل الذهول يتدارك من فوره بالرجوع إليه ويعده إساءة كالكبيرة فيتوب ويتضرع له تعالى”.
واستطرد «جمعة»: “وهذا مقام عظيم يفيض الله بها على من صدق في سيره إليه نسأل الله لنا ولكم التوفيق لأعلى الدرجات، فتقوى الله أصل كل خير، ولها من النفع العظيم على الفرد والمجتمع ما لا ينكره عقل، ولا يكذبه واقع؛ فإن الإنسان التقي الذي يتحرى تقوى الله في كل وقت لا يحتاج إلى أجهزة رقابة، ولا يحتاج إلى متابعة، ولو تتبعنا ما تنفقه الحكومات من وسائل رقابية، ووسائل متابعة، لعلمنا أن تقوى الله هي صلاح الفرد والمجتمع، نسأل الله أن يرزقنا تقواه في السر والعلن، وفي الغضب والرضا، وفي كل وقت وحين إنه ولي ذلك والقادر عليه”.