الخليفة الكاموفلاج.. هل كان القريشي الزعيم الحقيقي لـ«داعش»؟
لم يكن يخطر ببال أبو إبراهيم القريشي أن فترة زعامته لتنظيم داعش الإرهابي لن تتجاوز العامين فقد تولى منصبه قبل رحيل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض بأيام، إثر عملية تصفية الزعيم السابق أبو بكر البغدادي، ليلقى اليوم حتفه إثر عملية عسكرية أخرى، أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
مَن هو أبو إبراهيم القريشي؟
القريشى اسمه الحقيقى أمير محمد عبد الرحمن المولى السلبى، وكان من الأعضاء المؤسسين لتنظيم داعش وقاد محاصرة الأقلية الإيزيدية فى العراق، كما أشرف على عمليات فى الخارج.
ويعتبر القريشى أحد أكثر المتطرفين نفوذا بين صفوف داعش. ولد لعائلة تركمانية عراقية فى بلدة تلعفر، وهو واحد من القلائل غير العربي فى قيادة التنظيم.
التجسس داخل سجون داعش
في إبريل الماضي نشرت واشنطن بوست تقارير سرية، كشفت أن أبو بكر القريشي أثناء اعتقاله في سجن العراق كان سجين نموذجي، لافتة إلى أنه كان «متعاون» مع الأمريكيين ويتحدث معهم بود كبير.
وأكدت التقارير أن القرشي كان يستغل وجوده داخل السجن من أجل التخلص من خصومه، قائلة:« في بعض الأحيان ، بدا أنه يبذل قصارى جهده ليكون مفيدًا ، خاصةً عندما يُعرض عليه فرصة للإبلاغ عن خصومه داخل تنظيم، الذي كان يُعرف آنذاك باسم دولة العراق الإسلامية.»
يقول تقرير صدر عام 2008 عن القريشي اسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى: "يبدو أن المحتجز أكثر تعاوناً مع كل جلسة"، يقول آخر: "المحتجز يقدم الكثير من المعلومات عن شركاء المخابرات الباكستانية".
عناصر التنظيم تعرف أنه واشياً
كشف التقرير أن القرشي هو الذي سلم مكان اختفاء أبو قسورة المغربي، أمير شمال العراق لتنظيم داعش، وعلى اثر اعترافاته تمكن قوات التحالف الدولي من تصفية المغربي، وفي هذا الوقت رجح المسؤولون الأمريكيون أن يصبح المعتقل بعد إطلاق سراحه ذائع الصيت، بالرغم من أنه كان وقتها قيادي متوسط بالتنظيم.
ويقول تقرير واشنطن بوست، إن الأوساط المتشددة داخل التنظيم كانت تعرف أن القريشي واشياً على قيادات التنظيم، ولكن ملابسات اختياره جاءت في ظل اعتباره كاموفلاج لقيادة التنظيم الحقيقية التي لازالت مبهمة حتى الوقت الحالي.
تصفية القريشي
شنت قوات العمليات الخاصة الأمريكية غارة واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا ليل الخميس ، مما أدى مرة أخرى إلى ترك تنظيم داعش الإرهابي بدون زعيم مرة أخرى. وأصدر ابايدن بيانا مقتضبا في وقت مبكر يوم الخميس وصف الغارة بأنها "عملية لمكافحة الارهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا وجعل العالم مكانا أكثر أمنا.
وقال بايدن إن أبو إبراهيم الهاشمي الزعيم الحالي لداعش "خرج من ساحة المعركة" في العملية، مؤكداً أن جميع القوات الأمريكية التي شاركت قد عادت بسلام.
وصرح مسؤول كبير في إدارة بايدن لـ CBS News وكبير البيت الأبيض والمراسل السياسي إد أو كيف يوم الخميس أن القريشي "فجر قنبلة قتلت هو وأفراد من عائلته" مع بدء المداهمة.
فيما حذر بايدن قادة الإرهاب الآخرين: "سوف نلاحقك ونجدك"، وهو ما يأتي في سياق تقرير الواشنطن بوست بأن القيادة الحقيقية لتنظيم داعش والخفية عن الساحة الإعلامية لازالت موجودة
ووفقا لخبراء، فإن عدم معرفة القيادة الحقيقية والفعلية للتنظيم، في ظل ما يقوم به من تحركات في الشمال السوري والعراقي، يثير ومخاوف عن العودة وتقوية الشوكة لداعش في السر.
يشير الخبراء إلى أن أهمية ضربة اليوم، تتلخص فقط إ في حاجة الرئيس بايدن إلى قصة نجاح، كي يبرهن لمعارضيه أنه قادر على هزم الإرهاب.
واختلف البعض الآخر بشأن هذه الرؤية، إذ اعتبر البعض الآخر، أن عملية قتل القريشي ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي، لكونه يعتبر الوريث لأبي بكر البغدادي.
إرهابي حتى في موته
من ناحية أخرى، كشف قال العديد من سكان شمال سوريا، لوكالة أسوشيتيد برس إنهم رأوا أشلاء متناثرة حول منزل في قرية أطمة، فتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام بعد الغارة، والتي قالوا أنها شملت طائرات هليكوبتر وانفجارات ونيران مدافع رشاشة.
ووفقا لوسائل إعلامية، فإن الضربة خلفت 13 قتيلاً على الأقل. بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء. وقالت وكالة "الخوذ البيضاء" المتطوعين للإنقاذ إن أربع نساء وستة أطفال قتلوا، نتيجة القنبلة التي فجرها القريشي فقتلت نساء وأطفالا في عائلته.