«حقنة نجاة».. أطباء يضعون روشتة تبديد المخاوف بشأن لقاحات «كورونا»
في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن اعتماد لقاحات فيروس كورونا المختلفة، أنتاب بعض المواطنين الخوف من الحصول على اللقاح، وتعددت أسباب رفضهم بدءا من تصديق الشائعات حول ضرر اللقاح، أيضا الاضطرابات النفسية التي يسببها.
الأزمة لم تكن مقتصرة على أشخاص بعينهم، فالكارثة تتفاقم حين تمتنع فئة وحتى إن كانت صغيرة، من الحصول على اللقاحات، فالدولة لديها هدفًا وهو مواجهة الجائحة، والحد من انتشار العدوى، بأن يحصل كافة المواطنين على اللقاحات المعتمدة.
تواصلت "الدستور" مع أطباء متخصصين ليوضحوا آليات تبديد المخاوف من لقاح كورونا، وكيفية التغلب عليها للحماية من خطر العدوى، والحد من انتشار الفيروس ومتحوراته.
الممتنعون قد يتسببون في كارثة
أوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، رئيس قسم البكتيريا والمناعة بمستشفى جامعة القاهرة، أن فيروس كورونا ينتشر بشراسة في وقتنا الحالي، وتمتد ذروة الموجة الحالية حتى منتصف الشهر المقبل؛ ما يجعلنا نسلط الضوء على مؤشر الخطر الذي يواجه البلاد، ولم يبق سوى حل واحد لإيقافه، وهو حصول جميع المواطنين على اللقاحات المضادة للفيروس.
وتابعت: "الفئة الممتنعة عن أخذ لقاح كورونا ليست بالعدد الكبير، لكنها قد تتسبب في حدوث مشكلة وخيمة إذ كانت مصدرًا لنقل عدوى المرض بين المواطنين، فاللقاحات المضادة للفيروس تكون أجسامًا مناعية للحماية منه، وهذا يُعد أمرًا ضروريًا في ظل فترة الجائحة، ويجب نشر حملات التوعية حول أهمية أخذ اللقاح داخل جميع أنحاء الجمهورية".
أشارت "عبد الوهاب" إلى ضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية، التي نصت عليها وزارة الصحة والسكان سابقًا، والابتعاد عن أي مصدر لنقل عدوى الفيروس، مثل الأماكن العامة التي تشهد ازدحامًا كثيفًا.
وحذرت من تصديق الشائعات المنشرة التي يتم ترويجها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حول ضرر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فجميع العلاجات خضعت لتجارب سريرية عدة وأبحاث علمية في العديد من دول العالم، وثُبتت فعاليتها ليتم بعد ذلك اعتمادتها وتوزيعها على مختلف الدول.
كشفت دراسة أعدتها جامعة هارفارد مؤخرًا، أن أكثر من ثلثي الآثار الجانبية الشائعة التي يبلغ عنها الأشخاص بعد الحصول على لقاحات كورونا تُعد وهمية، وقد تّبين بعد فحص بيانات من 12 دراسة سابقة أجريت على تأثيرات لقاحات الفيروس كورونا، أن 76 % من جميع الأعراض الجانبية الشائعة المبلغ عنها بعد الجرعة الأولى، وما يقرب من 52 % المبلغ عنها بعد الجرعة الثانية، غير حقيقية، ولا تنتج عن مكونات اللقاح.
"السوشيال ميديا" أكبر عدو لخطط الوقاية
ومن الجانب النفسي، أكد الدكتور طارق جمعة، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، أن العوامل النفسية والاجتماعية المختلفة يكون تأثيرها كبير للغاية على قرارات المواطنين، وبالأخص في ظل فترة جائحة فيروس كورونا، التي بّدلت أحوال العديد منهم سواءً اقتصادية أو اجتماعية أو صحية، وخلقت بداخل بعضهم رهبة من الحصول على اللقاحات المضادة للمرض.
واستكمل الطبيب حديثه، مشيرًا إلى الأشخاص الذين يتواجدون دائما على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتأثرون بكل ما يُنشر عبرها، هؤلاء هم الأكثر تضررًا من الشائعات المنتشرة حول لقاحات الفيروس، لكن الواقع أن هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا مترددين في البداية، وغيروا رأيهم مؤخرًا، وحصلوا على اللقاح بالفعل.
ونصح الممتنعين عن اللقاح، بالبحث مكثفًا حول فعالية اللقاحات، ومراجعة الدراسات العلمية التي أجريت في مختلف دول العالم، وعلى أساسها تم توزيع لقاحات كورونا على الدول كافة، من أجل استرداد الثقة مرة أخرى، والأهالي أيضًا لهم دور كبير في مرحلة الإقناع، والإصرار على أخذ لقاحات كورونا، والتصدي لفيروس كورونا.
واختتم: " هناك العديد من المعلومات المضللة حول اللقاحات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لذا من الضروري الحصول على المعلومات من خلال مصادر علمية موثقة مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، أو سؤال الطبيب المختص حول الأمر قبل الحصول على اللقاح، لتجنب أي آثار سلبية.