بحضور وزير خارجيّة الفاتيكان
مؤتمر حول «البابا يوحنّا بولس الثاني ولبنان الرسالة» في جامعة الكسليك
أعلنت جامعة الروح القدس - الكسليك، عن مؤتمر بعنوان "البابا يوحنّا بولس الثاني ولبنان الرسالة"، في احتفاليّة تلتقي خلالها العديد من الخبراء والعلماء ورجال الدين لمناقشة أهميّة لبنان المتعدّد الأوجه في منطقة الشرق الأوسط المتنوّعة.
ويأتي المؤتمر بمناسبة مرور 25 عامًا على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى بلاد الأرز. ففي 10 و11 أيار 1997، قام كارول فويتيلا بزيارة لبنان لتسليم الإرشاد الرسولي المنبثق عن جمعيّة سينودس الأساقفة الخاصة "رجاء جديد من أجل لبنان".
وسيفتتح المؤتمر صباح الأربعاء الموافق 2 فبراير المقبل، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، بفيلم وثائقي قصير عن البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان. ويتخلل الافتتاح كلمات لكل من الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب العام نعمة الله الهاشم، وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي د. فريد الخازن، وأمين سر حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجيّة) رئيس الأساقفة بول غالاغر.
ويتناول المؤتمر، الذي يستمرّ حتى بعد ظهر يوم الخميس الموافق 3 شباط، مناقشة خمسة محاور: المسار التاريخي، العلاقات المسيحية الإسلاميّة في الحالة اللبنانيّة، العيش المشترك والدولة والمجتمع، التربيّة والثقافة والحريّات، وإعلان أبوظبي ورسالة لبنان. هذا وسيختتم المؤتمر بإعلان التوصيات من قبل نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدريّة الأب طوني عيد.
من هو البابا يوحنا بولس الثاني؟
والبابا يوحنا بولس الثاني هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع والستون بعد المائتين منذ 16 أكتوبر 1978 وحتى وفاته في 2 أبريل 2005 في حبرية طويلة دامت ستًا وعشرين عامًا. ولد في 18 مايو 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا في بولندا.
وانخرط في سلك الكهنوت عام 1946 وأصبح أسقفًا عام 1958 ثم كاردينالاً عام 1967 وأخيرًا حبرًا أعظم للكنيسة الكاثوليكية خلفًا للبابا يوحنا بولس الأول؛ وعند انتخابه كان البابا غير الإيطالي الأول منذ عهد إدريان السادس (1522 - 1523) كما كان البابا البولندي الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني واحدًا من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، وقد لعب دورًا بارزًا في إسقاط النظام الشيوعي في بلده بولندا وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية، وكذلك فقد ندد "بالرأسمالية المتوحشة" في تعليمه الاجتماعي؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الآنجليكانية إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية، على الرغم من أنه انتقد من قبل بعض الليبراليين لتمسكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعي والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، كذلك فقد انتقد من بعض المحافظين بسبب دوره الأساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاحات التي أدخلت إثره على بنية القداس الإلهي، ولكسره عددًا وافرًا من التقاليد والعادات البابوية.
كذلك فقد كان البابا واحدًا من أكثر قادة العالم سفرًا خلال التاريخ، إذ زار خلال توليه منصبه 129 بلدًا. وكان يجيد الإيطالية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والروسية والكرواتية إلى جانب اللاتينية والبولندية لغته الأم. كما أنّ أحد محاور تعليمه اللاهوتي كان يستند على "القداسة الشاملة" وفي سبيل ذلك أعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصًا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين، أي أن ما رفع خلال حبريته يوازي حصيلة أسلافه خلال القرون الخمسة السابقة، وفي 19 ديسمبر 2005 طلب البابا بندكت السادس عشر فتح ملف تطويب يوحنا بولس الثاني، واحتفل بإعلانه طوبايًا للكنيسة الكاثوليكية الجامعة في 1 مايو 2011.