بعد تجريم بايدن له.. تاريخ التحرش داخل الجيش الأمريكي
تزداد حدة التحرش الجنسي في صفوف الجيش الأمريكي يوماً بعد يوم، فتاريخ البنتاجون ملئ بسلسلة من الفضائح حول التحرش الجنسي داخل صفوف الجيش.
و وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا تنفيذيا يجرم التحرش الجنسي بموجب القانون العسكري، في محاولة للتخفيف من المشكلة الكبرى التي يواجهها البنتاجون منذ وقت طويل.
- تجريم التحرش
وحملت وهذه الخطوة التي نص عليها قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2022 الذي يتضمن الميزانية السنوية للبنتاجون، أيضا تكريما للجندية فانيسا جيلين، التي قتلت على يد جندي زميل لها بعد تعرضها للتحرش الجنسي وهي في العشرين من عمرها، وقبل وقوع الجريمة التي راحت ضحيتها كانت قد أبلغت أسرتها بعدم ثقتها في القيادة لمتابعة شكواها ضد زميلها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، إن الأمر التنفيذي "يكرم ذكرى الجندية في الجيش فانيسا جيلين" التي أدت جريمة قتلها "إلى تسريع الاهتمام الوطني بآفة العنف الجنسي في قواتنا العسكرية والمساعدة في حض الحزبين الرئيسيين على إصلاح القضاء العسكري".
وقال بايدن في تغريدة في وقت سابق إنه "سيوقع على أمر تنفيذي لتجريم التحرش الجنسي في قانون القضاء العسكري"، مشيرا إلى أن الأمر يهدف إلى "تعزيز استجابة الجيش للعنف الأسري وللبث أو التوزيع غير المشروع للصور الحميمة".
- زيادة حدة التحرش
وبحسب دراسة حديثة، فان حدة التحرش في صفوف الجيش الأمريكي قد زادت بصورة كبيرة، في الفترة الأخيرة، وأظهر التقرير، الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن نسبة التحرش الجنسي في الجيش الأمريكي، ازدادت لتصل إلى نسبة 38%، خلال عام 2018.
وأضاف التقرير، الذي شمل الرجال والنساء من الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية "المارينز" أن نحو 20 ألف و500 جندي أمريكي، تعرضوا لـ"اتصال جنسي غير مرغوب فيه"، خلال عام 2018، بزيادة كبيرة تقدر بنحو 14 ألف و900، عن آخر مسح تم إجراؤه، عام 2016.
وكان يتراوح "الاتصال الجنسي غير المرغوب فيه"، وفقا للتقرير، ما بين اللمس والتحرش إلى حد الاغتصاب، وذلك بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
- التعامل مع مرتكبي التحرش الجنسي
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قد شكل لجنة مستقلة لتقديم توصيات بشأن أفضل السبل للتعامل مع مرتكبي التحرش الجنسي في صفوف القوات المسلحة، وكيفية محاسبتهم بطريقة أكثر فعالية، وخلصت اللجنة إلى أن الحل الوحيد هو سحب صلاحية اتخاذ القرارات المتعلقة بقضايا الاعتداء الجنسي من التسلسل القيادي العسكري.
وبدلا من فرض عقوبات إدارية كما كان عليه الحال سابقا، فإن مرتكبي التحرش قد يواجهون الآن عقوبة السجن.
ومن جانبه، أعلن الجيش الأمريكي عن ستة أوامر جديدة لتوسيع حملة الإجراءات تشمل مراجعة سياسة المشروبات الكحولية ومسعى لتشجيع الضحايا الذكور على الإبلاغ، ويعتقد أن الذكور يمثلون حوالى نصف ضحايا التحرش الجنسي فى الجيش لكنهم يمثلون 14 % فقط من التقارير التي يجرى التحقيق فيها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هاجل فى مؤتمر صحفي سابق فى البنتاجون "نعتقد أن الضحايا تزداد ثقتهم فى نظامنا،" وأضاف "لأن هذه الجرائم هى جرائم مستترة فقد اتخذنا خطوات لزيادة الإبلاغ وهذا ما نشهده."
ورغم زيادة التركيز على الموضوع ما يزال الجيش يواجه حوادث محرجة يواجه فيها ضباط اتهامات بالتسامح مع سوء السلوك الجنس
- تاريخ التحرش الجنسي في الجيش الأمريكي
بدأت جرائم التحرش الجنسي بالجيش الأمريكي مع بدايات انخراط النساء فى صفوفه قبل نصف قرن من الزمان، وهى متواصلة لليوم رغم المكاسب الكبيرة للحركات النسوية فى العقود الثلاثة الأخيرة.
كما تزايدت حالات الاعتداء الجنسي بنسبة 6% فى عام 2012 عنه فى عام 2011، وأظهرت التقارير أيضا أن ما يقرب من 26 ألف عضو بالجيش مارسوا نوعا ما من علاقات جنسية غير مرغوب فيها، بزيادة نسبتها 36% عن عام، 2010.
فى حين تشير تقارير أخرى إلى أن الأرقام المعلن عنها أقل بكثير من الأرقام الفعلية.
وقال الجيش الأمريكي، إنه يعتقد أن المسح النصف السنوي الذى لا يشير إلى أسماء يقدم تقديرات أكثر دقة عن عدد الاعتداءات الجنسية.
ووفقا للمسح الأخير، تعرض 14900 من أفراد الخدمة لنوع من الاعتداء الجنسي فى عام 2016 بانخفاض عن 20300 فى عام 2014.
- وقوع 135 ألف اعتداء جنسيا و509 آلاف حالة تحرش جنسي في الأعوام الـ11 الأخيرة
وكشف تقرير للجنة التحقيق المستقلة في الجيش الأمريكي عن وقوع 135 ألف اعتداء جنسي و509 آلاف حالة تحرش جنسي في الأعوام الـ11 الأخيرة.
وتشكلت هذه اللجنة من أجل التحقيق في أحداث التحرش الجنسي بالجيش الأمريكي عقب تولي “لويد أوستن” وزارة الدفاع، وأشار التقرير إلى أن القادة في الجيش فشلوا في إيجاد حل لهذه المشكلة.