محمد الشافعى يكشف كواليس «ديليسبس الأسطورة الكاذبة»
قال الكاتب المؤرخ محمد الشافعي، خلال مناقشة كتابه "ديليسبس الأسطورة الكاذبة"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في أولى فعاليات محور «كاتب وكتاب»، إن الكتاب جاء على خلفية الموضة التي تظهر كل سنة، ويتزعمها مجموعة من شباب بورسعيد يطلقون على أنفسهم اسم جماعة "الإليانس"، قبيل ذكرى ثورة يوليو أو ميلاد ووفاة الزعيم جمال عبدالناصر، في حملة ممنهجة لإعادة التمثال فرديناند ديليسبس إلى مدخل قناة السويس.
وأضاف «الشافعي»: "للأسف هذا العام كان محافظ بورسعيد مشايعا لهؤلاء الشباب ووافق على مطلبهم بإعادة التمثال، إلا أن مجموعة أخرى من شباب بورسعيد الوطني الواعي قرروا رفع قضية ضد قرار المحافظ وضد فكرة إعادة التمثال في مدخل قناة السويس أو تسجيل تمثال فرديناند ديليسبس كأثر إسلامي".
وتابع: "أقمنا ندوة في نقابة الصحفيين، ولجأنا إلى الجمعية التاريخية المصرية، وكتبنا تقريرا مضمونه أن ديليسبس لا علاقة له بفكرة حفر قناة السويس من الأصل، وإنما كان آفاقًا ولصًا، وبتتبع أمهات الكتب والمصادر التاريخية، منها موسوعة الدكتور مصطفى الحناوي، والرحالة الإيطالي المؤرخ أجلومارساو، وعبدالرحمن الرافعي، وكلها مصادر تثبت أن فكرة شق قناة للربط بين البحرين الأحمر والأبيض قديمة وقبل ديليسبس".
وأوضح: «كما تثبت السيرة الذاتية لفرديناند ديليسبس أنه لص آفاق يلعب على فكرة جده الذي كان في الأصل قرصانا، وكأن جينات القرصنة انتقلت إليه، فسطا على مشروع حفر قناة السويس، وهو الذي كان قد سبق وقدمه الرحالة الألماني (دنجر لي) إلى محمد علي باشا، لكن محمد علي رفض تنفيذه نظرا لتفكيره الاستراتيجي، بأن مثل هذا المشروع سيجذب الأطماع الاستعمارية في مصر أكثر».
وواصل: "ما يثبت لصوصية ديليسبس أن فرنسا تمنع منعا باتا تكريمه، سواء بإطلاق اسمه على شارع أو إقامة تمثال له، حيث إنه مات وكان مقدما أمام القضاء في قضية نصب حاول فيها النصب كما حدث في قناة السويس، ولكن هذه المرة كان في قناة بنما، وما يربطه بمشروع حفر قناة السويس فقط صلة القرابة التي ربطته بالإمبراطورة أوجيني".
وانطلقت النسخة الثالثة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب الأربعاء 26 يناير، فيما فتح الحدث الثقافي الدولي أبوابه للجمهور الخميس 27 يناير، وتستمر الفعاليات حتى السابع من فبراير.