الطلائع
قبل ما يوصل الدوري الممتاز، ما كانش اسمه "طلائع" الجيش، مفيش الطلائع دي خالص، كان اسمه عادي، نادي الجيش المصري، زي ما فيه بلاد كتيرة فيها أندية اسمها "الجيش"، الجيش الملكي المغربي، الجيش الرواندي، الجيش السوري، كدا يعني، وما كانش مخطط تغيير الاسم ولا حاجة، لـ حد ما حاجة حصلت.
في بداية الألفية كان إعلامي من الإعلاميين الموجودين في الفضائيات حاليا، لسه صحفي صغير، وبـ يشتغل في جريدة رياضية متخصصة، أيام ما كنت تعدي على فرشة الجرايد تلاقي نصها حوادث ونصها التاني كورة، وكله بـ يتنافس على زيادة التوزيع، والجريدة اللي بـ نتكلم عنها شافت إنها تغطي الدرجة التانية كل أسبوع، على أساس تجذب القراء في الأقاليم، خصوصا إنه الجرايد "القومية" قللت كتير من متابعتها لـ المظاليم.
حضرتك عارف إنه فيه كليشيهات في الصحافة الرياضية، وعناوين متكررة، زي مثلا لما الفريق "س" يفوز على الفريق "ص" بـ اسكور كبير، يستخدموا مانشيت: "س" يسحق "ص"، وزي ما حضرتك أكيد دلوقتي توقعت، الجيش قابل نادي دينا بعد ما هبط، ودينا كسبت خمسة صفر، فـ الصحفي كتب الخبر عادي، زي ما هو متعود، دينا تسحق الجيش بالخمسة.
رئيس التحرير بـ يشوف بروفات العدد النهائية، في لحظات ما قبل الطبع، اللي عادة بـ تكون ضيقة، مفيش فرصة لـ التفكير على مهل، فـ لقى هذا المانشيت على البروفة، فـ قعد يلطم، يا لهوي يا لهوي، هـ تودوني في داهية، دينا مين اللي تسحق الجيش، وكنا ساعتها قريبين من موضوع شهير لـ الفنانة دينا، فـ الحاجات اتلخبطت في بعضها، وبدأ يبقى كل هم رئيس التحرير هو إبعاد اسم الجيش نهائيا عن الموضوع.
فعلا، حذف اسم النادي من كل حاجة، وخلاها دينا تفوز بـ الخمسة، وما كتبش حتى تفوز على مين، وجوه الخبر نفسه، مفيش ذكر لـ النادي المنافس لا من قريب ولا من بعيد، والود وده كان يحذف الخبر كله، بس ما كانش فيه وقت لـ إيجاد مادة بديلة من الدرجة التانية، وطلع الموضوع مضحك.
هذا الأمر، نقله رئيس التحرير لـ عدد من الصحفيين الكبار وقتها، وقال لهم: الجيش هـ يصعج الدوري الممتاز زي ما كلنا عارفين، وهـ نبقى ساعتها في حوسة مع كل ماتش، لـ إننا هـ نقعد نتحسس كل كلمة، ولو الفريق اتغلب مش هـ ينفع نقول فلان يفوز ع الجيش، ولو عنده مشكلة مش هـ نعرف نتناولها، فـ يا ريت نكلم المسئولين يفكروا في الحكاية دي.
فعلا، انطرح الموضوع، فـ القيادات قررت تغيير اسم النادي، وبقى طلائع الجيش، اللي صعد الدوري الممتاز موسم 2004-2005، بعد عقود وعقود وعقود من امتناع المؤسسة العسكرية عن إنه يكون لها نادي وفريق كورة ينافس الأندية الجماهيرية.
طلائع الجيش هو أحد الأندية الستة اللي عمرها ما تعرضت لـ الهبوط، مع الأهلي والزمالك، وإنبي وسموحة وهويدي، كما إنه ضم لاعبين عديدين مميزين، منهم النجم العالمي عبد الستار صبري، والحاوي أيمن حفني، النجوم دول تصادف إنه انضمامهم لـ النادي كان في وقت هم مطلوبين فيه لـ التجنيد، وكويس جدا جدا إنهم ما فكروش يضموا محمد صلاح، قدر ولطف.