«أبجدية أخرى للماء».. أقصوصة حياة مُعاشة بجنون فني لـ حسام المقدم
يشارك الكاتب القاص حسام المقدم، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 26 يناير وحتى 7 فبراير 2022، بأحدث إبداعاته القصصية، والصادرة عن دار النسيم للنشر والتوزيع، تحت عنوان "أبجدية أخري للماء"، والتي يقدم لها الكاتب الكبير محمد المخزنجي.
وحسام المقدم، قاص وعضو اتحاد كتاب مصر، يعمل بالتدريس. صدر له: أحزان طفل. قصص طبعة محدودة 2001 - أشباح تعربد على الطريق. قصص، هيئة قصور الثقافة عن سلسلة إبداعات 2007 - شوارع مجهزة للدهشة. قصص. المجلس الأعلى للثقافة. 2013 - سُباعية العابر. رواية. الهيئة العامة للكتاب. 2017 - قهوة بوتيرو. قصص. الهيئة العامة للكتاب 2019.
حصل الكاتب حسام المقدم علي العديد من الجوائز، نذكر من بينها: جائزة نادي القصة 2002. جائزة جمعية الأدباء 2005. جائزة نجلاء محرم 2005. جائزة المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة 2007. جائزة مركز رامتان الثقافي 2007 و2008. تقييم معنوي من أمانة جائزة الشارقة للإبداع العربي 2007. جائزة إحسان عبد القدوس 2008. المركزية لقصور الثقافة 2012. جائزة "ربيع مفتاح" 2014. جائزة ساقية الصاوي 2015.
ــ "أبجدية أخرى للماء" أقصوصة حياة مُعاشة بجنون فني جميل
وفي تقديمه للمجموعة القصصية "أبجدية أخرى للماء" لحسام المقدم، يقول الكاتب دكتور محمد المخزنجي: إنها أقصوصة فاتنة، على درب تحليق القصص، لا يكتبها، بل يُطلقها كاتب مجتهد في حب هذا الفن بليغ الإيجاز، والذي تنبع معظم فتنته من براعة إيجازه.
أقصوصة حياة مُعاشة بجنون فني جميل، للكاتب والصديق حسام المقدم، الذي أرى أنه أحد الكُتاب النادرين الذين يقرأون أكثر بكثير مما يكتبون، وينتقي فيما يقرأ الأجمل والأندر، فكأنه يضع نصب بصيرته الإبداعية مُثُلا عُليا يتواضع أمامها، ويطمح إلى مقامها، وأُرجّح أنه واصل إلى ذلك بهذه الثنائية من التواضع والطموح، وأراه قد حقق بالفعل واحدا من أهم قواعد البناء فيها، وهو معمار "النص"، المُشيّد بانتقاء المفردات وصياغة الجملة ثم الفقرة ثم مسرودة الحكاية. أما قلب حكاياته فهي فرع يانع جديد من قصص ريفنا، ينتمي إلى مبدعين رائعين حكوا قصة الدنيا من خلال فرائد من مشاهدها الريفية".
ومن قصته المعنونة بـ "أسئلة"، ضمن مجموعته القصصية "أبجدية أخرى للماء" يقول الكاتب حسام المقدم: أصبحتَ تنسَى.. صغيرًا نحيلًا مع أبيكَ تسير، يدُكَ حمامَة في يده. عائديْن وحيديْن من صلاة المغرب تتهاديان على شطّ الترعة. كنتَ تُحب تلك الساعة.. ساعة ليونة النهار، ودخوله في قلب الليل القادم على مهَل. هذه الرماديّة التى تُظلل البيوت وأعالي الأشجار وأشباح البهائم العائدة من المرابِط. أبوك انحنى على لُقمة خُبز ناشفة وركنها على جنب.
- دى نِعمة ربّنا.
- بس ما حَدّش هياكُلها.
- وَلَو.. دي نعمة ربّنا.
- وليه ربّنا سايِبْهَا؟
- سايبهَا يعنى إيه يا ابني؟
- ليه ربّنا رَمِيهَا في الشّارع؟
- يا ابني ربّنا مِش هُو اللي رَماها.. البَني أدمِين هُمّا اللي رَمُوها.
- وليه ربّنا سَابْهُم يرمُوها وهِيّا بِتاعْتُه؟
- بِيْسَبِّب الأسباب.
- يعني إيه؟
- يُوووه.. إمشِي وخَلاص.
كيف تنسَى؟
يدُكَ (الحمامة) انقبضتْ وانبسطتْ من تلقاء نفسها.