فاروق عبد القادر عن إبراهيم أصلان: كاتب غير مباشر ولا يحب رفع الشعارات
قال الناقد الكبير فاروق عبد القادر، في ندوة لمناقشة التجربة الإبداعية لإبراهيم أصلان والتي استضافتها ورشة يوسف إدريس الإبداعية بمقر التجمع بالزيتون في 1 إبريل 1993: “أريد أن افرق بين نوعين من الأشياء في عالم إبراهيم أصلان، وبشكل خاص في بحيرة المساء، وأيضًا في يوسف والرداء، هناك أشياء يضفي عليها الإنسان من عنده ما يجعلها انسانية، ما يجعلها تكتسب وجدانه الخاص، وبالتالي تصبح أشياء إذا صح التعبير مستأنسة، وهناك موضوعات أخرى صلبة وجامدة، وتقف لا مبالية بمشاعرنا على الإطلاق، ففي إحدى قصصه يضع البطل يديه تحت الأباجورة تحت الضوء ويظل يتأملها، والكاتب يتحول كله إلى رصد حركة العين المتأملة لهذه اليد”.
واستكمل عبد القادر: “القصة أوصلت لي انطباعا أن هذه اليد نفسها كانت وسيلة لتحقيق نوع من أنواع التواصل عن طريق الجنس، إن هذه اليد كانت وسيلة من وسائل التحقق الجنسي، ولا أعتقد أنني في هذا التصور أتجاوز المعطيات التي قدمتها القصة، إذا نستطيع أن نتبين عالمين من الأشياء”.
وواصل: “عالما يضفي عليه البطل أو الراوي من عنده ما يجعله أقرب إلى أن تكون له روح انسانية، نبض انساني، وعلما آخر ذا أشياء صلبة وجامدة، كمثال في قصة أخرى عن صدفة بيضاء موضوعة على المكتب والبطل يتأملها، وعندما يقرر البطل أن يخرج من وحدته تقع هذه الصدفة وتتحطم، إذا الأشياء ليست موجودة لأنها تكتسب من الإنسان تيمته الإنسانية، وهذا هو فهمي لوجود الأشياء في عالم إبراهيم أصلان”.
وتابع: "سمة أخرى عند إبراهيم أصلان هو كاتب غير مباشر، ولا يحب رفع الشعارات، لكن الهم العام موجود في أعماله بشكل لا يقل عن وجوده في الأدب الذي يرفع شعارات ويدخل في المباشرة، وأضرب مثالا من "مالك الحزين"، ونحن نرى أن يوسف النجار يحكي لنا عن لحظتين من التاريخ المصري، مظاهرات الطلبة في 72، التي تواجدت في إبداع هذا الجيل –أمل دنقل في الكحكة الحجرية، وبهاء طاهر في شرق النخيل- ويحكي لنا يوسف أيضًا عن مظاهرات يناير 77".