جمعية محبى الشيخ إمام تحيى ذكرى ميلاد الشاعر بيرم التونسى.. الليلة
تنظم جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب، في السادسة من مساء اليوم الخميس، أمسية ثقافية فنية تحيي فيها تراث الشاعر الراحل بيرم التونسي، وذلك بمقر الجمعية الكائن في 6 شارع البطل أحمد عبد العزيز المتفرع من شارع محمد صبري أبو علم - وسط البلد - بالقرب من محطة مترو محمد نجيب.
لم يكن الشاعر بيرم التونسي مجرد زجال كما يعرفه أغلب القراء بل كان قبل ذلك وبعده شاعرًا فصيحًا بليغًا، وفي نماذج شعره الفصيح خير دليل على ذلك، فهو يقول عن بدايات تعلقه بالأدب: "استوعبت دراسة الأدب العربي من أمهات مصادره وشربته من أصفى ينابيعه ودرست البلاغة وعلوم اللغة وفقهها"، ولكنه انصرف عن طريق الشعر الفصيح وأدار ظهره له لأسباب يبسطها حين يتحدث عن الحال المؤسية لأغلب الشعراء في ذلك الزمان، فيقول: "وكنت أظن أني سأجتر هذه الثقافات العربية الصميمة في صقل استعدادي وموهبتي الشعرية إلا أنني شهدت في مطلع حياتي صرعى الشعر وأشلاء الشعراء تحت أقدام المشعوذين وشذاذ الآفاق والمتجرين في سوق الأدب الفارغ والكلام الساقط واللغة الدارجة على أرض خبيثة".
ويستطرد في شرح بقية الأسباب، وهي التي تتعلق بحياته المضطربة فيقول: "ثم تعاقبت علي المحن الثقال مع الليالي الطوال، فأخذت المجاعة بخناقي وخناق الأطفال وتلقيت وحشة الاغتراب ونكد المرض وفقدان الأوطان والإخوان وضراوة المجاعة في بيت لا يؤنس بقايا الآدميين فيه إلا الأنين والدموع والأنفاس اللاهثة".
ويؤكد عبدالرحمن: النتيجة التي ترتبت على كل ذلك بالطبع انصرافه عن الشعر الفصيح، أو كما يقول بيرم: "فلم أر أن أضيف إلى هذه المحن القاصمة محنة الشعر فتركت ثقافتي واستعدادي وموهبتي الشاعرة أمانة في ذمة الأيام إلى الزجل أنظم به المسرحية والموال والأغنية".
هكذا كانت علاقة بيرم التونسي بفنان الشعب
وعن علاقة بيرم الفنية مع الشيخ سيد درويش يقول حفيده المستشار محمود بيرم التونسي: كان سيد درويش بدأ يتمرد على مسرحيات نجيب الريحانى، وكانت مسرحية "شهرزاد" التى كتبها فى البداية اسمها "شهوزاد"، ثم تغير اسمها بسبب الرقابة، كان يفكر فى عمل فرقة مسرحية أو جوقة خاصة به، وبدأها بشهرزاد، وطلب من بيرم أن يكتب الأغانى، فى هذه الفترة بيرم يتصور أن ألفاظ المسرح الشعري يجب أن يكون فيها جرس موسيقي وليست ألفاظًا متراصة، بيرم استعرض نفسه ليعرف سيد درويش ويقوله "أنا مين"، درويش شعر بأن بيرم يحاول تعجيزه فاستعرض هو الآخر، وكان عبقريًا لا تستعصى عليه كلمات، وعند أغنية "زفوا العروسة" سيد قال له هذه لا تلحن، فطلب منه بيرم أن يقرأها مرة أخرى فقرأها، وقال له لا أشعر بها، فقرأها بيرم وعندما سمعها درويش بإلقائه لحنها، ومن هنا بدأت علاقته بالأوبريت والمسرح الشعرى.
كان درويش بدأ يستعد للعرض، وكانت إحدى بنات عم بيرم تستعد للزواج من أحد المناضلين مع البطل الليبى عمر المختار، وأصرت العائلة على حضوره العرس فى الإسكندرية، فذهب لمحطة مصر ليقطع تذكرة، وعند شباك التذاكر وجد يدا تربت على كتفه قائلة له "أهلًا بيرم"، كانت يد "سيد الإمام" ضابط البوليس السياسى، وتم ترحيله للإسكندرية، ومنها تم نفيه لفرنسا.