دار العين تصدر النسخة العربية لرائعة جورج أورويل «ابنة القس»
صدرت حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، النسخة العربية لرواية الكاتب الإنجليزي جورج أورويل، "ابنة القس"، ونقلتها إلى العربية المترجمة نرمين جمعة، وهي كاتبة ومترجمة مصرية من مواليد 1973، حاصلة على الدكتوراه في الأدب المقارن. صدر لها عدد من الترجمات من أبرزها: "البؤساء" لفيكتور هوجو، "ابنة القس" لجورج أورويل. بالإضافة إلي روايات: "لا شئ يقيد أنوثتي"، "لم يبق شئ مني"، "قوم إذا عشقوا خانوا".
وكانت رواية الكاتب جورج أورويل "ابنة القس"، قد صدرت لأول مرة بالإنجليزية في العام 1935، وتدور أحداث الرواية حول "دورثي" ابنة القس، التي مارست التي مارست كآبةً مضيئةً في إنكارها المستمر والمرهق لذاتها، وكانت كل جوانب روتينها مُصمَّمة للاعتداء على أيِّ إحساسٍ بالراحة قد تشعر به. من المُنبِّه الذي يوقظها في الساعة الخامسة والنصف صباحًا «قُنْبلة صغيرة مُروِّعة من الجرس المعدني»، لترعى شئون والدها القس بنفسها، إلى الطقوس المَازُوخيَّة المتمثلة في قَمْع الأفكار غير المُوقَّرة، عن طريق طعن ذراعها بدبُّوس مُدبَّب. يمكننا القول إن «مُعادَاة البطلة» قد ابتُكرت تحديدًا لها، فهي مثالٌ يُحتذى به ضد الذات، وقد عانت بسبب إحساسها بالواجب تجاه الآخرين.
تغيَّر كل هذا جرَّاء حادث أفقدها ذاكرتها مؤقتًا، فترنَّحت حياتُها بشكلٍ مفاجئٍ ووجدت نفسها تتخذ مناحي على غير رغبتها.. الغريبةُ التي قضت أزهى سنوات شبابها مُضحِّيةً ومُراعيةً لأبناء قريتها ثم نُبذت وتم نفيُها بعيدًا. إنها رحلة إيمانية تنويرية قامت بها «دورثي» بمفردها، بكل ما قد تملكه فتاةٌ من شجاعة في زمنٍ ومجتمعٍ مثل هذا.
هل يمكن أن تعيش «دورثي هير» في القرن الحادي والعشرين؟ الإجابة هي نعم، إذا كانت ستعيش هنا، في مجتمعٍ كمجتمعاتنا.
ــ من أجواء رواية "ابنة القس" لجورج أورويل وترجمة نرمين جمعة
وبحلول الرابعة والربع كانت الصحف قد تجعدت وتمزقت تماما وكان الجو بالغ البرودة، يصعب في ظله الاستمرار في الجلوس. استيقظ الناس ساخطين، لكنهم أخذوا يتسكعون ذهابا وإيابا أزواجا، إذ وجدوا سيقانهم لحد ما قد استراحت، وكانوا يتوقفون من آن لآخر بفعل الإعياء. الآن أخذت البطون تتلوي من الجوع، فقاموا بفتح علبة اللبن المكثف الخاصة بجينجر والتهموا ما فيها، كان الجميع يغمسون أصابعهم فيها فيلعقونها.
مضي هولاء ممن لا يملكون أية نقود علي الإطلاق تاركين الميدان متجهين إلي جرين بارك، فهناك لن يزعجهم أحد حتي السابعة، أما من يحتكمون ولو علي مجرد نصف بنس فقد توجهوا إلي مقهي ويلكنز الكائن علي مقربة من تشيرينج كروس رود، وكان من المعروف أن المقهي لا يفتح أبوابه حتي الخامسة، إلا أنه في الساعة الخامسة إلا عشرين دقيقة كان هناك حشد من الناس ينتظرون بالخارج.