مصر بلا أمية فى 2030.. القصة الكاملة لجهود الدولة فى تعليم الكبار
حصلت الباتعة عيد، 40 عام ،على شهادة محو الأمية بعد أن التحقت بأحد فصول تعليم الكبار، غيرت الشهادة حياة “الباتعة” التي تعمل لتنفق على أبنائها الثلاثة بعد وفاة زوجها، ساعدتها الشهادة في استذكار الدروس للأولاد.
لم تكن “الباتعة” الوحيدة التي اهتمت الدولة بتعليمها بل نجحت مصر في تقليص نسبة الأمية لتصل إلى 17.5% خلال 2021، لبتسجل 25.8% وفقا لتعداد 2017
وضعت الدولة خطتها لإعلان مصر خالية من الأمية 2030، لتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتضافرت الجهود بكل المؤسسات لتقليص نسبة الأمية، فساعد موظفون وطلاب جامعات وهيئات التدريس في المدارس على محو أمية المواطنين، “الدستور” تستعرض خطة الدولة للقضاء على الأمية.
استطاعت مصر محو أمية 3.3 مليون مواطن، إصدار 63.6 ألف شهادة محو أمية، خلال الفترة من 30 يونيو 2014 حتى 30 يونيو 2021، وكان لوزارة التعليم العالي دور كبير في دعم دور الدولة في محو الأمية، فوضعت شرطًا للطلاب الخريجين بمحو أمية 10 أشخاص شرطًا للحصول على شهادة التخرج، واقترب عدد الأشخاص التي استطاعت الجامعات والمؤسسات التعليمية، في محو أمية ما يقرب من ربع مليون مواطن.
كان للأزهر الشريف وطلابه دورا في محو أمية المواطنين، حققت المشيخة نسبة تقترب من 50% من إجمالي المستهدف للعام المالي 2020-2021م المنتهي في يوليو الماضي، رغم توقف الدراسة، وإرجاء الدورات الامتحانية لشهري يناير وأبريل بسبب فيروس كورونا، بلغ عدد الدارسين في مجمل الفصول التابعة للأزهر التي تجاوز عددها أكثر سبعمائة وخمسين فصلًا، أكثر من 9000 دارس في مختلف المحافظات حتى نهاية شهر فبراير الماضي، وتركـزت جهوده في المناطق الأشد احتياجًا بصعيد مصر، فحققت محافظتي أسيوط والفيوم نسبة نجاح تجاوزت 400% من المستهدف، وتجاوزت النسبة في سوهاج 125%.
وركزت الدولة في جهودها على محو أمية المواطنين في القرى الاكثر فقرًا والتي تستهدفها مبادرة حياة كريمة، فأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي حملة "محو أمية مليون مواطن" بالتنسيق مع الهيئة العامة لتعليم الكبار والأزهر الشريف.
وحسب الأحصائيات الرسمية تتفاوت نسب الأمية من محافظة إلى أخرى، فالريف وصعيد مصر تتفشت بهما الأمية، ومن أكثر المحافظات التى يوجد فيها أميين المنيا، فتقترب من 42%، وتأتى بنى سويف فى المرتبة الثانية بنسبة 40%، فيما تنخفض الأمية بالقاهرة الكبرى، وصلت نسبة الأمية فى الشريحة العمرية 15 عاما فأكثر 29%، بما يعادل 18 مليون شخص، بعد أن كانت 47%.
وورغم استمرار جائحة كورونا التي بدأت تنتشرعالميًا في بداية 2019، وضعت هيئة تعليم الكبار بدائل كثيرة لاستمرار تعلم الدارسين بفصول محو الأمية رغم كورونا، أبرزها استخدام التكنولوجيا فى التعلم، كما تم إنشاء وحدة للتكنولوجيا بالهيئة العامة لتعليم الكبار لتحويل المناهج إلى فيديوهات لا تتعدى مساحتها 10 دقائق يتم إرسالها إلى الأميين الدارسين.
وتم إعداد معايير فنية للمناهج بعد تحويلها إلى إلكترونية، كما تم إنشاء منصة تسمح بفتح فصول إلكترونية ومنصات للدارسين لمواصلة التعلم، إعداد برامج لتدريب المعلمين، وعالجت ما يواجهه بعض الدراسين فى التعامل مع التكنولوجيا ومن ثم سمحت الهيئة بأن يقوم أحد أفراد الشخص الأمى الدارس بمساعدته فى المنزل أثناء الدراسة.