في ذكرى ميلادها.. رحلة الأميرة فتحية ضحية السلطة والحب
كانت من اجمل اميرات العائلة الملكية المصرية، عانت من مأساة حياتية وتوفيت بـ 4 رصاصات، هي الأميرة فتحية التي يصادف اليوم 17 ديسمبر عيد ميلادها.
هي ابنة الملك "فؤاد الأول" والملكة "نازلى صبري" وشقيقة الملك فاروق الصغرى التي ولدت فى عام 1930، عرف عنها انها كانت الابنة المدللة لأبيها واخيها.
- بداية رومانسية لقصة مأساوية
في عام 1946، بدأت القصة عندما سافرت الملكة نازلي في الصيف الى الخارج للعلاج واصطحبت معها ابنتيها الاميرة فايزة والاميرة فتحية حيث حيث كانت تعانى من حالة حزن واكتئاب شديد نتيجة لوفاة زوجها رئيس الديوان الملكي أحمد حسين وتدهور حالتها الصحية وشعورها بآلام شديدة بالكلى.
- مقابلتها مع رياض غالي
كانت البداية عندما عين رياض غالى لمرافقة الملكة نازلي وابنتيها أثناء رحلتهما الى فرنسا وكان رياض يعمل موظف في القنصلية المصرية في مارسيليا وكانت الأميرة فتحية وقتها لا يتجاوز عمرها الـ 16 عام، وبدأ غالى يكسب قلب وثقة الملكة نازلي وغازلها عندما رآها قائلا: "لقد جئتي بالشمس معكي الى فرنسا، انا عشت عمره كله بحلم بأن يأتى اليوم الذى يسعدني زماني فيه بتقبيل قدميك قبل يديك وانا لا اريد شيئا آخر في الحياة"، حسب ما رواه الملك فاروق في مذكراته.
- خطف غالي لقلب الأميرة فتحية
عرف رياض غالي كيف يلعب على مشاعر الاميرة فتحية، فكانت أول تجربة حب في حياتها وكانت هي تمتلك عواطف جياشة، فأحبته خاصة انه كان يتولى أمورهن في كل شىء حتى عندما فقدت الأميرة فتحية بروش من الألماس به 36 ماسة و25 قطعة في أحد المسارح في مانهاتن اثناء عرض برودواي، وصل رياض الى السيدة التي عثرت عليه ومنحتها الأميرة فتحية مكافأة قدرها 100 دولار ونشر هذا الخبر في مجلة تايم الأمريكية عام 1947.
- انتقال نازلي الي هوليوود
بدأ رياض غالى يسهر مع فتحية في الملاهي بموافقة الملكة نازلي التي بهرها بحديثه ومعرفته بخبايا المرأة واختارت نازلي أن تسكن في لوس أنجلوس وعلى مقربة من هوليوود، حيث تعرفت على كثيرين من نجوم العالم واصبحوا اصدقائها ثم تعرفت على ملك البترول الأمريكي ريتشارد باول، واقنعها أن تبيع مجوهراتها وتستثمر اموالها في حقل بترول كبير وبالفعل باعت نازلي جميع مجوهراته وقدرت وقتها بـ 3 ملايين دولار ودفع لها بعض المبالغ على أنها ارباح ولكن سرعان ما نفذ حقل البترول.
- اتهامات من نازلي لفاروق بالجملة
زادت طلبات نازلي من القصر الملكي في مصر، واتهمت الملك فاروق بانه يسرق من ايراد ارضها ويستولى على دخلها وانه أخذ حقها وهددته برفع قضايا ضده.
وصلت التقارير للملك فاروق عن اخته فتحية ووالدته وقيل ان رياض غالى كان على علاقة مع الملكة نازلى وان تلك العلاقة هى التى مهدت له الطريق للارتباط بالاميرة فتحية ووصلت سيطرة رياض على الملكة الى حد انها اذا ارادت أن تختار بين صداقتها لرياض غالى وأمومتها لفاروق فانها تختار صداقتها له لأن فاروق ابن عاق اما رياض فانه ولد مخلص.
- غراميات فتحية وغالي تنقل الى مصر
زاد ارتباط فتحية برياض غالى وسرعان ما نقل السفير المصرى في الولايات المتحدة الى الملك فاروق انه رأى الأميرة فتحية وهى في مشهد غرامى مع رياض غالى في ملهى ليلى فاشتد غضب فاروق وفشل السفير في إثناء رياض غالى عن إتمام الزواج فطلب فاروق من مصطفى النحاس اقناع الملكة نازلى بالرجوع عن زواج فتحية من رياض المسيحي، فكان ردها على النحاس قائلة حسب مذكرات فاروق أظن أن موضوع زواج ابنتى ليس من اختصاص رئيس الوزراء.
- زواج فتحية وغالي
في عام 1950 تم عقد قران الاميرة فتحية ورياض غالي، واعلن غالى أمام المأذون الباكستاني انه مسلم وتلا الشهادتين وبعد انهاء مراسم العقد قدم رياض غالى لزوجته هديتين ثمينتين احداهما خاتم الزواج وهو مصنوع من البلاتين ومرصع بثلاث قطع من الألماس وقد نقشت عليه كلمة أحبك، اما الهدية الثانية فكانت بروش متوسط الحجم من البلاتين المرصع بالألماس.
- بطلان الزواج
قضى العروسان شهر العسل في جزر هاواي وعندما بلغ الملك فاروق خبر الزواج، قال ان ذلك تحدى سافر من كل الأطراف وأصدر فرمان اعلن فيه بطلان زواج فتحية من غالى لأنه مسيحي ولا يعترف بقصة اسلامه المفاجيء.
- توكيل عام من الملكة والاميرة للسكرتير
في عام 1956 حصل رياض غالى على توكيل عام من الملكة نازلي والأميرة فتحية للتصرف باسميهما في كل ما يتصل بشئونهما المالية وكانت هي بداية المأساة فقد سلمتاه كل شىء واندفع غالى يضارب في البورصات الأمريكية باموال الملكة وابنتها، وخسر خسارة شديدة، فأصبح يشرب كل ليلة ليهرب من تعاسته وبدأ يرهن ممتلكات الملكة والأميرة ويقترض بضمانها الألوف من الدولارات لعلها تنجح في انقاذ استثماراته الخاسرة وفى سد نفقات الحياة الأرستقراطية ولم يقر بعدم صلاحيته لكى يكون مستثمرا.
- خسارة فادحة وطرد
وبعد مرور ٧ سنوات على التوكيل تنبهتا الملكة والأميرة الى ما يجرى حيث انقلب الشاب الوديع الى رجل شرس، وقام غالي بطرد نازلي وفتحية وابنائه الثلاثة من بيتهم المرهون في بيفرلى هيلز، واقام به وحده عاجزا حتى عن استئجار خادم يعد له الطعام.
انتقلت الاسرة بعد الطرد للإقامة بمنزل الأسرة في جزيرة هاوايي وكان مرهون هو الآخر، فتوزعن بين بيوت الأصدقاء، ولجأت الملكة نازلى الى أسرة يهودية مصرية من الأسر المعروفة التى هاجرت الى أمريكا بعد الثورة فحنوا عليها واستضافوها لمدة عام، واخذت فتحية اولادها الثلاثة رفيق ورائد ورانيا واقامت ما يقرب من عام عند السيدة عايدة تكلا وهى مصرية كانت تقيم في نفس المدينة.
انفصال بحكم محكمة
وفي عام 1965 تقدمت فتحية الى المحكمة لتطلب الانفصال الجسدى عن غالي تمهيدا لطلب الطلاق وقالت في تبرير طلبها ان زوجها يقسو عليها بدنيا وعقليا وطلبت تقرير نفقة شهرية لها ولأولادها قدرها 2140 دولارا وكان عليها بعد ذلك ان تدبر مأوى يضم اسرتها.
- من أميرة إلى خادمة بالبيوت
لم تتردد فتحية في الالتحاق بأى عمل حيث عملت في منازل اصدقائها وعملت في تنظيف بعض المحلات التجارية في المساء وبعد عام من العمل الشاق استطاعت ان تستأجر شقة متواضعة في الحى الشعبى بمدينة لوس انجلوس انتقلت للاقامة بها هى وابنائها وتخرج ابنها رفيق من جامعة كاليفورنيا بعد دراسة الأدب الانجليزى وكان يعمل اثناء الدراسة في محل للبقالة بينما كان الابن الثانى رائد على وشك الانتهاء من دراسته للعلوم وكان يعمل ايضا في محل تجارى اما رانيا فقد التحقت بكلية الطب لم وفي المساء كانت تعمل ممرضة في احد المستشفيات.
- اعتناق المسيحية
في عام 1958 اعلنت الملكة نازلي اعتناقها المسيحية وبررت ذلك بأنها قد نجت من الموت اثر العمليات الجراحية المتكررة التي اجريت لها في احد المستشفيات الكاثوليكية وانها قد نذرت قبل الجراحة، أن تعتنق الكاثوليكية إذا مد الله في عمرها وان تعود ايضا إلى دين ومذهب جدها الكولونيل (انتلم اوكتاف سيف الذى اسلم وتسمى باسم «سليمان باشا الفرنساوي وارتد ايضا رياض غالى عن اإاسلام وايضا الاميرة فتحية التى اعتنقت الكاثوليكية.
- محاولات للعودة وقتل بسبب الحب
بعد وفاة والدة غالي توسل الي فتحية ان تعود اليه، ولكنها كانت قد قررت العودة الى مصر، وفى عام 1976 كانت الأميرة فتحية تستعد للخروج دق جرس الهاتف لتجد رياض غالى يطلب منها ان تزوره لكى تساعده في جمع ملابس ومقتنيات والدته في حقائب لكى تكون جاهزة للشحن معها الى قبرص لتسلمها الى اسرته.
وإستدرجها بالفعل إلى شقته ليمنعها من العودة إلى مصر، وقام بإطلاق4 رصاصات على رأسها مباشرة بينما أصابتها رصاصة أخرى في كتفها، وتوفيت في الحال، ثم حاول الانتحار لكنه لم ينجح، وأصيب بالشلل، وحوكم بعدها ودخل السجن، وأصيب هناك بالعمى ومات بعد بثلاث سنوات.