الأب وليم الفرنسيسكاني يروي سيرة القديس نعمة الله الحرديني
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم، ذكري رحيل القديس نعمة الله الحرديني، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: “ولد يوسف بن جرجس كسَّاب ومريم رعد، في شهر مارس سنة 1808من قرية حردين – أعالي البترون؛ وهو الرابع في عائلةٍ مؤلَّفةٍ من خمسة شبَّان: عسَّاف، الياس (الحبيس أليشاع)، طانيوس، يوسف (القدِّيس نعمة الله)، ويعقوب، ومن فتاتَين مْسِيحيَّة ومريم”.
وتابع: “نشأ في بيئةٍ جبليَّةٍ زراعيَّةٍ وترعرع في بلدةِ الثلاثين ديرًا وكنيسة، في هذا الجوِّ العابقِ بالتقوى والفضيلةِ والصدقِ ومخافةِ الربِّ، تَعَلَّم في مدرسة القرية ثمَّ انتقل الى بيت جدِّه الخوري يوسف رعد في تنُّورين، سنة 1816، وبقي هناك حتَّى سنة 1822، حيث تلقَّن علومَه الابتدائيَّة، في مدرسة دير مار أنطونيوس حوب – تنُّورين، التابع للرهبانيَّة اللبنانيَّة المارونيَّة”.
وواصل: “ثمَّ عاد إلى قريته مساعدًا والده في زراعة الأرض ورعاية الماشية، ومواظبًا على الصلاة في الكنائس والمحابس، حتَّى بلوغه العشرين من العمر، حين سمع صوت الربِّ في أعماقه يُناديه إلى دخول الدير، دخل يوسف الإبتداء في الرهبانيَّة اللبنانيَّة المارونيَّة، في دير مار أنطونيوس الكبير – قزحيَّا في 1نوفمبر1828”.
وتابع: “لبس ثوب الابتداء من يد رئيس الدير الأب مكاريوس الشحروري، متَّخِذًا إسم الأخ نعمة الله، وهناك تعلَّم صناعة تجليد الكتب والخياطة، في حين كان شقيقه الأب أليشاع يختبر دعوته الى التنسُّك في إحدى محابس الدير”.
واستكمل: “أبرز نذوره الرهبانيَّة في 14 نوفمبر1830. تابع الأخ نعمة الله دروسه الفلسفيَّة واللاهوتيَّة في مدرسة الرهبانيَّة في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان، بين سنة 1830 و1835، خلال فترة دراسته اللاهوتيَّة، قضى وقتًا للراحة في دير مار موسى الدوَّار. سِيمَ كاهنًا في دير كفيفان بوضع يد المطران سمعان زوين بتاريخ 25 ديسمبرم1835م”.
وواصل: “بين سنة 1835 و1838، كان راهبًا في دير كفيفان يُؤمِّن التعليم للأولاد، ويساعد في خدمة الرعايا المجاورة. بين سنة 1838 و1845، عُيِّن مديرًا للإخوة الدارسين في دير كفيفان عيَّنه الكرسيُّ الرسوليُّ مدبِّرًا عامًّا للرهبانيَّة على ثلاث مراحل: (1845- 1847؛ 1850- 1853؛ 1856- 1858)، وكان مركز الرئاسة العامَّة آنذاك في دير سيِّدة طاميش، سنة 1848 عُيِّن وكيلاً لدير مار مارون - عنَّايا. سنة 1849 نجده معلِّمًا في مدرسة مار ميخائيل بحرصاف”.
وأضاف: “بين سنة 1853 و1856 مكث الأب نعمة الله في دير كفيفان، متابعًا تعليم اللاهوت الأدبيِّ للإخوة الدارسين، ومن بينهم الأخ شربل مخلوف (القدِّيس شربل) من بقاعكفرا. وفي 4 ديسمبر1858، أصيب الأب نعمةالله بمرض ذات الجنب، بسبب الريح الشماليَّة، وكان وقتئذٍ في دير كفيفان، فتوفِّي في 14ديسمبر1858، ودُفن في دير كفيفان”.
واختتم: “قُدِّمت دعوى تطويبه إلى الكرسيِّ الرسوليِّ في روما في 14 مايو سنة 1926. صدَّق البابا يوحنَّا بولس الثاني على فضائله البطوليَّة، في 7 سبتمبر 1989، فأعلنه مكرَّمًا. ثمَّ أعلنه طوباويًّا في 10 مايو 1998، بعد تثبيت أعجوبة شفاء الشابّ أندره نجم، من مرضه السرطانيّ. وأُعلن قدِّيسًا للكنيسة الجامعة في 16 مايو 2004، بعد تثبيت أعجوبة شفاء السيِّدة روز سعد من العمى”.