أقدم إسكافي بمنطقة عابدين: الأثرياء يحتاجون لتصليح أحذيتهم قبل الفقراء
علي ناصية إحدي شوارع حي عابدين يحتل محل أبو ياسر الإسكافي مكانته المعنوية لدى السكان قبل المكانة المادية بالزحام الشديد الذي يخيم على المحل الذي يعد أقدم محلات تصليح الأحذية بالمنطقة.
وتراقبه هو وصبيان المحل يحركون النعال ويحيكوها بخفه بالغة والمرح يطغى على المكان ويشعرك بأجواء منطقة عابدين التي لا يقدرها إلا أولاد البلد من المصريين الحقيقيين.
يقول أبو ياسر لـ"الدستور" إنه يعشق مهنته للغاية ليس لمهارته فيها فقط وليس أيضًا بسبب نجاحه وقدرته على توسيع المحل الخاص به ولكن لأنه يسعد عند رؤية رد فعل الأشخاص بعد توفير ثمن الحذاء الجديد وتصليح أحذيتهم وحقائبهم القديمة بدون وجود آثر لهذه الحياكة، ويحفظون كل حذاء في كيس بعد تصليحه حرصًا عليه من أن يصيبه الغبار أو مواد التصليح الأخري.
عمل أبو ياسر في هذه المهنة منذ مراهقته وتم إنشاء هذا المحل قبل أن يتم تطوير وسط البلد بشكلها الحالي ويضيف أبو ياسر لـ"الدستور" أن زبائنه من مختلف الخلفيات الإجتماعية والثقافية وإن كان محدودي الدخل يحتاجون لهذه المهنة لتصليح أحذيتهم بشكل أكبر ولكن كافة الطبقات تلجأ لتصليح أغراضهم عنده أيضًا، مشيرًا إلى أن كون الأثرياء لا يلجأون إلي تصليح أحذيتهم هو مجرد إشاعة بل على العكس فهم يحرصون علي الأمر بشدة لكونها غالية وحتى أن لم تكن كذلك فهم يلجأون لتصليحها أيضاً.
وأشار إلى أن أغلي حذاء لديه ليصلحه في محله من علامة فندي ويقدر بنحو خمسة عشر ألف جنيه، وهناك أحذية وحقائب في المحل من كافة الانواع والخامات، ولا يخلو المحل من إقبال الزبائن من عابدين وكافة المناطق الأخري خاصة وسط البلد علي مدار اليوم على الرغم من الركود البسيط الذي لحق بهم وبالجزء الأكبر من السوق بسبب ظروف فيروس كورونا المستجد في العام الماضي ولكن الإقبال لا يزال جيد على المحل.