في ذكرى رحيلها.. من هي القديسة جوزيبا روسيلو مؤسسة بنات سيدة الرحمة؟
تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكري رحيل القديسة جوزيبا روسيلو مؤسسة بنات سيدة الرحمة.
وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها قائلا: ولدت ماريا روسيلو في 27 مايو 1811م بمدينة ألبسولا مارينا ( سافونا)، وتم تعميدها في نفس اليوم باسم بينيديتا.
وتابع: «كانت الطفلة الرابعة من بين عشرة أشقاء من أسرة فقيرة، لأن والديها (بارتولوميو آر وماريا ديدون) كانا صناع أواني فخارية متواضعة. لكنهما كانا أغنياء بالإيمان وحياة التقوى المسيحية، وكانا يربيان أطفالهما الصلاة ومحبة الله والقريب، حتى بينديتا، بمجرد أن تمكنت من ذلك، تعلمت تصميم الصلصال والاعتناء بأشقائها الصغار، منذ الطفولة تميزت بالتفوق فى الدراسة والمحبة للفقراء وقبل كل شيء في تكريسها للصليب المقدس وتكريمها لمرسم العذراء».
وواصل: «ثم بعد ذلك انضمت إلى الرهبنة الثالثة العلمانية الفرنسيسكانية وذلك بحثاً عن حياة القداسة، بحسب روحانية القديس فرنسيس الأسيزي، وفى سن التاسعة عشرة مكثت عند عائلة مونليون النبيلة بسافونا لتساعد السيد مونليون المريض الذي يحتاج إلى من يهتم به بإعطائه الطعام والعلاج. فنالت محبة السيد وتقدير مونليون وزوجته. مكثت في ذلك المنزل لمدة سبع سنوات (1830-1837)».
وتابعت: «ما أثارت إعجاب ومودة ليس فقط من قبل السادة، ولكن أيضًا من الخدم، وعندما مات السيد مونليون اقترحت عليها السيدة زوجة مونليون الأرملة البقاء معها دائمًا، ووعدتها بجعلها وريثة لها عند وفاتها فرفضت».
وواصل: «فبدأت من جديد تفكر في تكريسها للحياة الرهبانية، طرقت على راهبات التطهير، لكن طلبها قوبل برفض مؤلم، لأن فقر عائلتها لم يسمح لها بتجميع ما يكفي من المهر اللازم للقبول».
سنوات من التجارب الشديدة تبعت بعضها البعض
وتابعت: «في البداية ماتت الأم، ثم بعد فترة وجيزة، مات الأخ الثاني وأخيراً مات الأب أيضًا؛ ثم أصبحت بينديتا الدعم الرئيسي للأسرة. وفى عام 1837م كان أسقف الأبرشية المونسنيور».
وواصل: «أجوستينو دي ماري يبحث عن مكرسين يقومون بتعليم الشباب الفقراء، قدمت بينيديتا البالغة من العمر ستة وعشرين عامًا نفسها للأسقف وعرضت عملها من أجل الغرض النبيل، فبدأت بينيديتا تبحث عن رفقاء مستعدين لبدء المدرسة الأولى، انضمت أنجيلا ودومينيكا بيسشيو وباولينا بارلا إلى مشروع بينيديتا، جاءت الدعوات الثلاث الأولى من ألبسولا، وعثر الأسقف على منزل متواضع مستأجر لبدء هذا المشروع الخيري، انتُخبت أنجيلا بيسسيو، الأكبر سناً رئيسةً، تم تعيين الأخت بينيديتا منصب مسئولة المبتدئات ونائبة الرئيسة».
وأضاف: «كان يمتلكون صليب وتمثال للعذراء مريم وخمسة ليرات كان هذا كل ما يمتلكونه، في 22 أكتوبر 1837، ارتدت بينيديتا الثوب الرهباني وحصلت على اسم الأخت ماريا جوزيبا من الأسقف، في حين تم تسمية المعهد رسميًا باسم بنات سيدة الرحمة وتم تكريسه لعذراء ملاذ سافونا الشهير، كان الغرض الرئيسي من المؤسسة الجديدة هو لتعليم وتربية الفتيات الفقيرات ومساعدة المرضى، بعد ذلك بعامين، في 2 أغسطس 1839، نذرت الأخوات الراهبات نذورهم الدائمة».
وتابع: «في عام 1840 كان عدد الراهبات سبع وأربع مبتدئات، في ذلك العام، تم انتخاب الأخت ماريا جوزيبا رئيسة بالإجماع، وهو منصب شغلت به حوالي أربعين عامًا، حتى وفاتها، كانت وفاة المونسنيور دي ماري خسارة فادحة للمعهد الناشئ الذي حدث في 14 ديسمبر 1840م. كان قد وضع بالفعل المسودة الأولى للقواعد؛ النص النهائي لقانون الرهبنة الجديدة».
وأضاف: «ومع ذلك، عهد بتجميعه إلى الأب إينوشنسيوس وهو كاهن كارملي. وتم إعتماد قانون الرهبنة الجديدة في 14 فبراير 1846م من قبل أسقف سافونا المونسنيور، أليساندرو أوتافيانو ريكاردي، الذي أصبح فيما بعد رئيس أساقفة تورينو، بدأ المعهد، تحت إشراف الأخت ماريا جوزيبا، بالانتشار في ليغوريا في الفترة من 1842-1855. في عام 1856، بدأت القديسة في التعاون في عمل تخليص العبيد الأفارقة، الذين كرس لهما كاهنان جديران بالتقدير، نيكولو أوليفييري وبياجيو فيري، لحماسهما الشديد لهذه الرسالة المسيحية».
وواصل: «وفتح باب المعهد لاستقبال المجموعات من الفتيات السود المخلصات من العبودية، كان من الممكن التعبير عن الروح التبشيرية للقديسة بشكل أكبر عندما تمكنت، في عام 1876، من إرسال مجموعة أولى من خمس عشرة أخوات إلى بوينس آيرس، الأرجنتين، في عام 1859، افتتحت القديسة في سافونا مؤسسة جديدة باسم بيت العناية الإلهية، للفتيات من الطبقات الفقيرة».
واستكمل: «كان تعليمهم ودمجهم في الحياة الاجتماعية هو اهتمامهم الدائم. تم افتتاح منازل أخرى من نفس الطراز في أماكن أخرى بعد عشر سنوات، في عام 1869، بدأت الأخت ماريا جوزيبا بشجاعة عملًا آخر، وهو عمل إكليريكية صغرى للتنشئة الكهنوتية لأطفال الفقراء فى سافونا، والذي أعطى كهنة الأبرشية المتحمسين والغيورين، كان آخر أعمالها التي كانت تحلم به وبعد وفاتها هو الأساس في سافونا وهو ملجأ للفتيات اللائي تم إبعادهن عن حياة الدعارة».
مختتما: «أنهت حياتها الشاقة في سن التاسعة والستين، في 7 ديسمبر 1880، في المقر الرئيسي في سافونا، أصيبت بمضاعفات قلبية فرقدت بحياة القداسة ودُفنت في مقبرة المدينة، ثم في عام 1887 تم نقل الجثة إلى الدير الرئيسي الذي اسسته، لبنات سيدة الرحمة في سافونا، فقام بإعلانها طوباوية في 6 نوفمبر 1938م البابا بيوس الحادى عشر، تم إعلان قداسة ماريا جوزيبا روسيلو من قبل بيوس الثاني عشر في 12 يونيو 1949م».