قادرون باختلاف.. أصحاب القدرات الخاصة يطلبون.. والرئيس يستجيب
«أنا بخير طالما أنتم بخير».. و«أنتم الكنز الذى رزقنا الله به».. «احتفاليتكم هذه تحولت إلى واحد من الأعياد الوطنية»... هذه وغيرها من العبارات التى نطق بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال احتفالية «قادرون باختلاف»، جاءت لتعبر بصدق عما يحمله الرئيس من مشاعر تجاه أبنائه- كما يصفهم دائمًا- من ذوى الهمم بمختلف فئاتهم المتنوعة.
فلم يكتف الرئيس السيسى بتحويل هذه الاحتفالية، التى شهدها، اليوم، فى مركز «المنارة» للمؤتمرات الدولية فى القاهرة الجديدة، إلى مناسبة سنوية و«عيد وطنى» لتكريم ذوى الهمم والاحتفاء بهم، بل جعلها بمثابة «مصباح علاء الدين»، الذى يجعل من أحلامهم حقيقة على أرض الواقع.
بداية تحقيق الأمنيات كانت «رسمية»، بتوجيهه أجهزة الدولة المعنية بتنفيذ «حزمة من الإجراءات»، مشددًا على ضرورة أن تكون «تنفيذية عملية»، وليست مجرد «حبر على ورق».
وتتضمن هذه الإجراءات العملية: تضمين احتياجات ذوى الهمم بمشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى جميع المحافظات، التوسع فى تدريب المعلمين على الطرق الحديثة فى التعامل والتواصل مع هذه الفئة، إنتاج أعمال درامية وثقافية تبرز إبداعات ذوى الهمم وإسهاماتهم فى بناء «الجمهورية الجديدة»، توفير الهيئات الشبابية والرياضية برامج وأنشطة لصقل مهاراتهم الرياضية، وصياغة برامج للتدريب وتشغيلهم، وفقًا لمتطلبات سوق العمل.
وخلال الاحتفالية، قدم عدد من ذوى الهمم المشاركين مجموعة من الأمنيات الشخصية، وحتى العامة التى تفيدهم وتفيد غيرهم، فما كان من الرئيس السيسى إلا أن قال كما اعتاد دائمًا مع أبنائه هؤلاء: «عينيا ليكم».
أول هؤلاء الأطفال كان «عبدالرحمن»، الذى ألقى قصيدة مؤثرة بعنوان «ادمجونى للدمج»، من كلمات والدته، التى وجّه التحية لها، مقرًا بفضلها عليه، التى جعلته لا يشعر بفقدان والده، فما كان من الرئيس إلا أن بشره بتكريمها على المسرح وفاءً لها واعترافًا بفضلها فى تربيته.
وكشف «عبدالرحمن» كذلك عن رغبته فى أن يصبح إعلاميًا ناجحًا، وأن تكون أول مداخلة يتشرف بها مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، فرد الرئيس: «من الممكن إجراء المداخلة الآن.. ماذا تريد أن تقول؟.. إحنا كسبنا إعلامى رائع، ودى فرصة نقدمه اليوم لمصر والدنيا كلها».
وأعرب «عبدالرحمن» عن سعادته البالغة بحديث الرئيس، قائلًا: «حلمى تحقق فى العام الماضى برؤية الرئيس السيسى، واليوم تحقق بمداخلته هذه معى».
وأثارت الطفلة «بسملة» إعجاب الجمهور وضحكاتهم، بعدما تحدثت أكثر من مرة عن حلمها بأن تصبح «كابتن طيار»، حتى عندما طلب منها الفنان أشرف عبدالباقى توجيه سؤال للرئيس عبدالفتاح السيسى، قالت: «أنت بتعرف تسوق طيارة يا ريس؟»، فابتسم الرئيس، وأجاب: «شكلِك بتحبى الطيارات جدًا يا بسملة»، ثم وجه وزير الدفاع والإنتاج الحربى بالسماح لها بالتواجد مع طيار فى طائرة ثنائية وتصويرها.
ولم يختلف حلم الطفل «محمد» كثيرًا عما تمنته «بسملة»، فبعدما سأله الفنان أشرف عبدالباقى عن أمنيته فى المستقبل، قال: «أتمنى أن أصبح ضابطًا فى الجيش»، فرد الرئيس السيسى وسط تصفيق من الحضور: «نعمل رحلة لكلية الشرطة والكلية الحربية ونقضى يوم كلنا هناك».
ورد الرئيس على أُمنية الشاب «على» بمقابلة نجم مصر ونادى ليفربول الإنجليزى، محمد صلاح، الذى يعتبره أفضل من ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو- قائلًا: «نجيبهولك.. هو فعلًا بطل ويقف دائمًا بجانب مصر».
بينما تمنى الشاب أحمد طارق ممارسة رياضة السباحة فى النادى الأهلى، فقال الرئيس: «لازم النادى الأهلى ياخدك دلوقتى يا أحمد وإحنا قاعدين.. النادى الأهلى أكيد هيبقى فرحان إنك هتبقى عضو من أعضائه»، مضيفًا: «الكابتن محمود الخطيب بعتلنا الموافقة على طول أهو».
وكذلك استجاب الرئيس السيسى لمطلب مريم محسن، من فاقدى البصر، بإصدار كل الوثائق الحكومية، مثل البطاقة الشخصية وجواز السفر وشهادة الميلاد وغيرها، بطريقة الكتابة البارزة «برايل»، حتى تتمكن وشقيقتها وزملاؤها المكفوفون من قراءتها.
واستجاب الرئيس لمطلب «مريم»، وقال إنه سيدرس من خلال الجهات المعنية توافق ذلك مع الأعراف والقوانين الدولية، تمهيدًا لتطبيقه خلال الفترة المقبلة.