البابا فرنسيس يلتقي رئيس أساقفة قبرص
زار البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، خريسوستوموس رئيس أساقفة قبرص للكنيسة الأرثوذكسية، ثم التقى المجمع المقدس في كاتدرائية نيقوسيا الأرثوذكسية.
وبدأ اليوم الثاني في زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى قبرص بلقائه خريسوستوموس رئيس أساقفة قبرص للكنيسة الأرثوذكسية، ثم المجمع المقدس في كاتدرائية نيقوسيا الأرثوذكسية.
وفي بداية كلمته أعرب بابا الفاتيكان عن سعادته وشكره على الاستقبال وعلى كلمة رئيس الأساقفة ووجه التحية إلى الجميع. ثم تحدث البابا عن الأصول المشتركة حيث اجتاز بولس قبرص ثم جاء إلى روما، وتابع: "فنحن ننحدر من الاندفاع الرّسوليّ نفسه، ويربطنا طريق واحد، هو طريق الإنجيل. يسرّني هكذا أن أرانا نسير معًا على الطّريق نفسه سعيًا إلى أخوّة أكبر دائما وإلى الوَحدة الكاملة".
ثم توقف البابا فرنسيس عند القديس برنابا مبينا بعض الجوانب التي يمكن أن توجّهنا في المسيرة قائلاً: نَعرفه ونكرّمه إذن بلقبه، فهو الذي يدلّ على الشّخص.
وتحدث البابا فرنسيس عن أن سفر الرسل قد كشف شخصية القديس برنابا من خلال عمل رمزي له:"كانَ يَملِكُ حَقلاً فباعَه وأَتى بِثَمَنِه فأَلقاهُ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل".
وتابع قداسته:"تشير هذه البادرة الرّائعة إلى أنّه، ومن أجل أن نُفعِّل أنفسنا في الشّركة وفي الرّسالة، نحن بحاجة أيضا إلى الشّجاعة لنجرّد أنفسنا ممّا هو أرضيّ، حتّى لو كان ثمينًا، لتعزيز كمال الوَحدة، ثم شدد على ضرورة ألّا نسمَح أن يشلّنا الخوف من الانفتاح والقيام بمبادرات جريئة، وألّا نطاوع عدم توافق الاختلافات“ والذي ليس له وجود في الإنجيل".
هذا وفي كلمته مرحبا بالبابا فرنسيس، تحدث خريسوستوموس رئيس أساقفة قبرص، أن الكنيسة في قبرص ومنذ أن أتاها الرسل ليبشروا منذ سنة ٤٥ قد قامت بمسيرة مسيحية مثمرة، وواجهت خلال هذه المسيرة أوضاعا صعبة لكنها تواصل حمل شهادتها المسيحية الأرثوذكسية وتأدية رسالتها.
وذكَّر في هذا السياق بحديث القديس يوحنا ذهبي الفم عن أن مركب يسوع لا يمكن ورغم هياج البحر أن يغرق لأنه يظل ثابتا على صخرة.
ثم انتقل إلى ما تعرضت له قبرص والكنيسة منذ سنة ١٩٧٤ فيما وصفه بنقلة تاريخية صعبة. وأشار إلى ما قامت به تركيا من طرد لمائتي ألف مسيحي من أراضيهم ومصادرتها لكنائس بيزنطية تاريخية. وطلب غبطته من البابا المساعدة للحفاظ على وحماية هذا الإرث الثقافي.
وتحدث بعد ذلك عن اتّباع الكنيسة في قبرص بأمانة روح محبة يسوع المسيح، مشيرا إلى العلاقات الممتازة مع كل الكنائس والتطلع إلى الحوار مع الجميع. أكد من جهة أخرى الترحيب بالحوار بين البطريركية المسكونية والكنيسة الكاثوليكية والصلاة من أجل نجاحه.
وتحدث أيضا عن إطلاق الكنيسة في قبرص حوارا مع مسلمي الشرق الأوسط سنوات مضت، إلا أن التوتر الذي أشعلته أطراف متطرفة لم يمَكن هذا الحوار من الاستمرار باستثناء سوريا.
وأعرب عن الثقة في حل سلمي للخلافات سواء كانت مدنية أم دينية، وهو ما يمكن بلوغه فقط بالحوار الصادق.