الاحتفاء بتجربة الكاتبة سعاد سليمان وروايتها «هَبَّات ساخنة» بمنتدى كناية للحوار
تحل الكاتبة الروائية سعاد سليمان، في الثامنة من مساء اليوم الأحد، في ضيافة منتدى كناية للحوار وتبادل الثقافات، وذلك من خلال أمسية تبث مباشرة عبر تطبيق زووم، لمناقشة أحدث إصداراتها، رواية "هَبَّات ساخنة"، والصادرة مؤخرا عن دار روافد للنشر والتوزيع.
وتقام الأمسية تحت عنوان "واقعية الجسد الأنثوي واشتراطات الخطاب السردي في رواية هَبَّات ساخنة"، وذلك للاحتفاء بتجربة الكاتبة سعاد سليمان وروايتها بعنوان "هَبَّات ساخنة"، بحضورها، وحضور عدد كبير من الناقدات والنقاد من العراق وتونس ومصر، وهم: الكاتبة والإعلامية هالة فهمي، القاصة عواطف محجوب، الناقد عبد الجليل حمودي، والشاعر حكمت الحاج، الذي سيدير الندوة أيضا.
ويتناول اللقاء ظاهرة انقطاع الدورة الشهرية عند النساء، وهي المداخلة النقدية التي تقدمها عواطف محجوب تحت عنوان "جحيم الجسد في رواية هبات ساخنة"، عن ظاهرة انقطاع الدورة الشهرية عند النساء والتي تشكل الموضوع المهيمن على رواية سعاد سليمان.
وتحت عنوان "فوضى الجسد في رواية هبات ساخنة"، يقدم عبد الجليل حمودي دراسة تهتم بالجسد محورا أساسيا في الرواية المذكورة، إذ تعتبر أنّ جميع الأحداث فيها تنشدّ إلى الجسد فهي إما تنبثق منه أو تؤثر فيه فتَغيّر هيأته خاصة في فترة حساسة من عمر المرأة هي فترة انقطاع الطمث. والمدقّق في الرواية سيلحظ أنّها تناولت الجسد من زوايا نظر مختلفة تحدّدت في الفلسفة من خلال الجسد الذاتي والجسد الموضوعي وفي علم النفس وتأثر الجسد بالنفس و التأثير فيها وفي الطب باعتبار الجسد آلة. وفي علم الجنس بما يمثله الجنس من رغبة شهوانية تتحكم في الجسد وتوجّهه أو تكبته وتنفيه. وفي كلّ ذلك نكتشف أنّ الجسد هو بوّابة الذات على العالم.
أما هالة فهمي، فتبين في مداخلتها المعنونة "هبات ساخنة بين الإبداع وكسر التابو"، إن هذه الرواية لا تعالج مشاكل المرأة والتغيرات النفسية التابعة للتغيرات الفسيولوجية فقط، بل انها تؤرخ لفترة زمنية في تاريخ وطن من خلال شخوص الرواية وأبطالها، وتقدم لنا وطننا الأم الذي مر بمرحلة اليأس ومحاولته لإنجاب فصل ربيع جديد، وتلك المعاناة التي تواجهها المرأة للانتقال من مرحلة الربيع إلى الخريف، بمنتهى الصدق الفني والحكي الرائق، وبأسلوب لا تنقصه الجرأة للغوص في أسرار النساء، معلنة كانت أم وئدت في بئر أسرارها العميقة.
وتضيف الباحثة قائلة إن الروائية سعاد سليمان هنا قد اعتمدت طريقة حكي واقعية في رواية استخدمت فيها تقنية الأصوات المتعددة. وتختم هالة فهمي مداخلتها قائلة إننا بكل المقاييس سندخل مع سعاد سليمان تحت مجهر الهبات الساخنة لنرى رؤية جديدة لكاتبة رائعة.
ويتناول حكمت الحاج رواية هبات ساخنة لسعاد سليمان على وفق منهج نقد استقبال القارئ ليرى إن كانت الرواية قد استطاعت أن تقرّ بدور القارئ بوصفه عنصرًا نشطًا، لكي تعترف بقدرته على إضفاء «وجود حقيقي» على العمل وإتمامه للمعنى من خلال تفسيره.
كما يناقش نقد استجابة القارئ الفكرة القائلة بأنه ينبغي النظر إلى الأدب بوصفه أحد أنواع فنون الأداء، إذ يصوغ كلّ قارئ من خلاله أداءه الخاص والفريد والمتعلّق بالنّص. يؤكّد هذا المقترب النقدي على اقتصار معنى النّص الروائي على ما هو داخل الرواية فقط. بينما يبقى القارئ معلقا في المسافة ما بين أفق الانتظار وبين تجربة القراءة. وفي "هبات ساخنة" يجب أن نرى الى أي مدى جاءت ظاهرة "المونوبوز" غير خارجة على تقبل القراء لها بوصفها نشاط انساني خاضع للطبيعة وليس كحالة نسوية فقط لها علاقة بمرحلة من عمر المرأة.
و سعاد سليمان هي الكاتبة العربية الوحيدة الحاصلة علي جائزة الملك خوان كارلوس الإسبانية للقصة القصيرة. التي ترعاها مؤسسة متحف الكلمة بإسبانيا في القصة القصيرة جداً لعام 2015، عن قصتها القصيرة جدا "تشابه"
وصدر لــ"سعاد سليمان" أيضا المجموعة قصصية "هكذا ببساطة" وهي أول مجموعاتها القصصية٬ صدرت في العام 2001 . توالت أعمالها الإبداعية: الراقص٬ غير المباح، شهوة الملائكة، شال أحمر يحمل خطيئة، وآخر المحظيات.