«وسيم الله» باكورة إصدارات الأعمال الكاملة للمخرج قاسم حول
تعاقدت دار روافد للنشر والتوزيع، مع الكاتب، المخرج العراقي قاسم حول، علي نشر الأعمال الأدبية الكاملة له، وباكورة هذه الأعمال، المجموعة القصصية "وسيم الله".
وقاسم حول مخرج سينمائي وكاتب عراقي، من مواليد مدينة البصرة العراقية 1940.
عام 1957 أسس أول فرقة مسرحية في مدينة البصرة وقدم العديد من المسرحيات تأليفا وتمثيلا وإخراجا، وفي عام 1959 التحق في معهد الفنون الجميلة درس الإخراج والتمثيل لمدة خمس سنوات.خلال فترة دراسته في معهد الفنون قدم من التلفزيون العراقي أعمالا درامية تأليفا وتمثيلا.
وكان قاسم حول، قد شارك في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين، بفيلمه "بغداد خارج بغداد"، في قسم "آفاق السينما العربية".
يقيم قاسم حول حاليا في هولندا، وقدم العديد من الأفلام الوثائقية، من بينها أفلام:"النهر البارد" ــ "نحن نزرع وردا" ــ الكلمة البندقية" ــ "لن تسكت البنادق" ــ "بيوتنا الصغيرة" ــ "سيمفونية اللون" وفيلم "خمسة وستون دقيقة" وغيرها.
كما خاض قاسم حول تجربة الكتابة المسرحية، فكتب عدة مسرحيات، نذكر منها: الكراج الخامس، غرفة للأيجار، عودة السنونو، المهرج، البيت، غرفة الماكياج، المدينة المفقودة، المسألة طبيعية جدا، حامد، اللعبة، جمعية الديكة.
كما صدر له أعمال: "منامات" مجموعة قصصية 2010 ــ وروايات: "علي أبواب بغداد" ــ "العزيز" عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2008 ــ "سوق مريدي" ــ كتاب "3 أفلام عن القضية الفلسطينية" عن دار الفاربي ببيروت 1973 ــ "في السينما والتليفزيون.. تأملات سينمائي عن دار كنعان للدراسات والنشر 2008.
ومن إحدى قصص مجموعة "وسيم الله"، للكاتب المخرج السينمائي قاسم حول نقرأ: "وسيم السامر" صبي حنطي البشرة، أسود العينين، تمري الشعر، وكثيراً ما تنزاح خصلة من الشعر على جبينه فيعيدها بحركة من أصابعه نحو شعره الكث، كان جالساً على تلة في معسكر "البداوي" للمقاتلين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد أن أنهى درس تفكيك وتركيب رشاشه "الكلاشنكوف" مزهواً بملابسه الكاكية، وأمامه صحن من البلاستيك وفيه مرقة الفاصوليا وقليل من الأرز مع علبة ماء صغيرة.
استلقى حراً على أحراش سفح التلال في المعسكر تحت ضوء الشمس الذي يدفئ زمهرير البرودة بعد أن تناول وجبة طعامه، وسمع صوت الناي الذي يعزفه "يوسف الله" قائد المعسكر في استراحة المقاتلين، إذ يذهب نحو سفوح التلال التي تحيط بالمعسكر، ويعزف لحن الرعاة الفلسطينيين.
يخجل والده "حسين السامر" أن يدخل مضيف الشيخ في قرية "الماجدية" وهو بدون عباءة تستر ظهره يجلس ويطويها حول جسده ويأخذ فنجان القهوة المرة من سركال المضيف ويستمع لحكايات الشيخ، ويستحي أن يطلب من الناس عباءة تستره. وحين قرر ابنه الوحيد وسيم السامر، السفر إلى مدينة البصرة لإكمال دراسته الثانوية، طلب منه أن يجد عملًا بعد أن ينهي المدرسة الثانوية، وأن يشتري له عباءة سوداء من الصوف الخالص كي يجلس مع أكابر الناس في المضيف، ويستمع لحكايات شيخ العشيرة.
"لا تنسني يا بني، حين تجد عملاً اشترِ لأبيك عباءة سوداء من خالص الصوف تستر فقره وعوزه وظهره، فيجلس مع الناس ليلاً في مضيف الشيخ ويرشف القهوة المرة، فيعود ليلاً ويروي حكايات العشيرة لوالدتك لا تنسني يا وسيم".
نزلت دمعة من عين "وسيم السامر" وسرت بين تقاطيع وجهه وكبر مسارها بين غابات وجنته وجبال وجهه وجرت الدمعة كما نهر دجلة أو نهر الفرات يتمايلان بين تعرجات الطبيعة، ثم تعود صغيرة كما هي في وجه وسيم السامر فتسري الدمعة بين عينيه وأهدابه وتميل نحو خده، وهو لا يعرف كيف سيتخلص من الكابوس البغيض الذي بقي يطارده في كل ثانية وفي كل لحظة من حياته.