«فتنة المتوارى» و«بعيدة برقة على المرسال» فى القائمة الطويلة للشيخ زايد
وصل كتاب "فتنة المتواري بحث في جذور الفعل الفني" للدكتور مصطفى عيسى من مصر، والصادر عن منشورات بتانة عام 2021 للقائمة الطويلة جائزة الشيخ زايد.
والكتاب الصادر عن دار “بتانة” للنشر والتوزيع للكاتب والأكاديمي مصطفى عيسى يتناول محاولة الإجابة عن سؤال “ما هو الفن؟ هو سؤال مهم للاستهلال به، لكونْه يتعرض لدور الفنان الذي يضطلع به ويقدمه كصاحب رؤية خاصة، ثم لكوْنه يتعرض لملاحظة مهمة أيضاً، يختص بها جمهور المتلقين، الذين ينتظرون من اللوحة أو العمل الفني – أياً كان نوعه وأسلوبه - أن يقدم لهم صوراً يمكنهم التعرف عليها، ومن ثم قد يجدوا فيها، ما يقابلهم فى العالم المرئي أو يلمسوا في ثناياه ترديداً لما يحرك أسئلتهم”.
ويذهب مصطفى عيسى إلى التأكيد عبر كتابه "فتنة المتوازي": “علينا أن نعي فيما يخص الفن - وعبر فرضية أولى - أنه لا فرق بين مبدعٍ ومتلقي، فالدائرة تحتوي كليهما وتحيط بهما عبر لحظتين متتاليتين. ومع التسليم بوجود فرضية ثانية تصنع مسافة بين الاثنين، أضحى السؤال السابق، سؤالاً قديماً قِدم تلك العلاقة بين الفنان ولحظة إبداعه الخاصة، ومُوغل بالمثل في التاريخ الذي يشمل الطرف المُستقبِل، إلا إنه يظل قادراً على تجديد نفسه، من آنٍ إلى آخر، بل إن قدرته قد تفوق حجم ما يقدمه لنا، لارتباطه بوجود حياة أخرى لا ندركها فى كل حين، ولأننا أيضاً على يقين بأن شيئاً ما، غامض ومجهول، يأتينا دوماً في غير انتظام ليدع بين أيدينا سؤالاً عصياً، ويرحل”.
وفي نفس السياق كشفت جائزة زايد للكتاب “القائمة الطويلة في فرع الدراسات النقدية” وصول كتاب ”بعيدة برقة على المرسال ..أشعار الحب عند نساء البدو” للكاتبة الروائية والأكاديمية ميرال الطحاو ي والصادر عن مركز المحروسة للنشر، تناول الكتاب سيرة ومسيرة وطبيعة وأجواء أشعار الحب عند نساء البدو وذلك عبر ما يزيد على 20 عنوان منها “سيرة العزلة، ناقة، قافلة، خيمة، جغرافيا الوهم، المترجم، المؤرخون، صراع البداوة والعمران، الرحالة، بدو مصر في مرآة الرحالة، السيدة نون، عربان المتخيل الفني، فن الحزن”.
وجاءت كلمة غلاف الكتاب تشير إلى أن “الكتاب عمل يجمع بين جمال السرد ودأب البحث الأكاديمي، وتنقب الكاتبة الروائية ميرال الطحاوي في حقول الأدب الشعبي، بحثاً عن أشعار الحب في التراث النسائي البدوي، لتقدم لنا في هذا الكتاب مختارات من أخصب نصوص الحب والفقد والرثاء في الذاكرة النسوية”.
تخصص الروائية والأكاديمية ميرال الطحاوي في كتابها "بعيدة برقة على المرسال..أشعار الحب عند نساء البدو" فصلا كاملًا تحت عنوان "بوح النساء في البداية" وتذهب فيه إلى سرد رواية عن امرؤ القيس الشاعر العربي الذي تغزل في أجساد النساء، وحقق فحولته الشعرية عبر غزلياته الصريحة التى جاوزت الأعراف والتقاليد، وكان غيورا حتى أنه كلما لد بنت وأدها، فلما عرفت نساؤه تلك الخلة غيبن بناتهن عن أحياء العرب، وعندما عرف ذلك، خشي أن تكون له ابنة من صلبه، ركب راحلته وراح يجوب تلك الأحياء، ليقتل من بقي بناته، وكان يتحقق من اببته بأن يسأل الصغيرات: "من تجيز منكن هذا البيت؟" فإذا نجحت الفتاة في الإجازة، وبارته في شعريته، وتحقق من براعتها أيقن أنها ابنته فيضرب عنقها بالسيف.
وتلفت ميرال الطحاوي إلى أن ثمة تقويض وحظر مورس على المرأة في ممارسة البلاغة إلا في الحدود والأغراض المسموح بها، والتي اقتصرت على تمجيد القبيلة أو الرثاء، وتورد الطحاوي نادرة أخرى أوردها بن القيم الجوزية وهي قصة الحرباء بنت عقيل بن علقمة والتى طلب منها والدها أن تجيز بيتا من الشعر، فقالت بيتا عن الخمر، فأراد والدها أن يقتلها، وكان عقيل بن علقمة غيورا.
تذهب الطحاوي إلى أن تأثيم ممارسة المرأة للبلاغة والأدب كان متجذرا منذ عصور الجاهلية القديمة التي اعتبرت بلاغة المرأة جرما وعارا في حد ذاته، وفضيحة يحاول الذكر محوها ووأدها، لكنه يمتد إلى صعور أحدث؛ لذلك لا نتعجب من قلة المصادر التي دونت شعر النساء في ظل هذا الحظر على المخيلة والبوح.