رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ادعم الجزويت

بقدر ما كان حريق مسرح «الجزويت» مضرًا بقدر ما كان مفيدًا، وجه الإفادة أنه كشف عن قدر كبير من التقدير لمبادرة ثقافية أهلية. «الجزويت» المقصود هنا هو مبادرة ثقافية للعمل الثقافى الأهلى تحمس لها راهب مصرى صعيدى هو الأب «وليم سيدهم».. الأب وليم امتداد لرجال دين كاثوليك مثقفين، أحبوا الثقافة، والفنون، وقدموا لها خدمات جليلة.. كما قال لنا فقد اقتنع منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا بضرورة العمل مع البسطاء، والمهمشين.. غادر مدارس الجيزويت الشهيرة التى تضم طلابًا من الأثرياء والمستورين وقرر العمل فى الشارع.. اهتم بالثقافة وأسس مبادرة ثقافية لتدريس الفنون بشكل شبه مجانى. يمكن أن نقول إنه مع الوقت أدار أكاديمية فنون قطاع خاص أو قطاع أهلى، أسس مدرسة للسينما، وأخرى للمسرح، وثالثة للرسوم المتحركة، حتى بلغ عدد المدارس ست مدارس.. أسند إدارتها لشبان موهوبين، وجعل الدراسة شبه مجانية لسنوات طويلة.. مع الوقت اشترت حركة الرهبان اليسوعيين التى ينتمى لها استديو ناصيبيان فى الفجالة.. مكان تاريخى يمتد عمره لعام ١٩٣٧.. شهد تصوير عدد كبير من الأفلام القديمة.. فى الاستديو كان هناك مسرح.. أسند الأب وليم إدارته لمخرج مسرحى مستقل.. أصبح المسرح مركزًا لحركة الفرق المستقلة.. كانت تعرض عليه بشكل شبه مجانى.. منذ ما يزيد على شهر نشب حريق فى الجراج المجاور للمسرح.. نتج عنه تدمير المسرح بالكامل.. ظهرت حركة تضامن واسعة بين المثقفين.. لكنها لم تتحول لتبرعات حقيقية، بحسب الأب وليم، يحتاج المسرح إلى سبعة ملايين جنيه حتى يعود جديدًا مزودًا بوسائل الأمن الصناعى، رغم التوسع فى النشر لم تتجاوز التبرعات ثمانين ألف جنيه مصرى، حتى الآن، حتى نقرب الأمر للناس، فالجزويت أقرب لقصر ثقافة ضخم، يعمل وسط الناس، تخرج منه مخرجون ونقاد أصبحوا نجومًا فى السينما والمسرح، وهو لا يقل أهمية عن أكاديمية الفنون، وزيرة الثقافة قامت بزيارة لها دلالة مهمة، لكنها لا تكفى لحل المشكلة ماليًا لأن الوزارة محكومة بموازنة عامة، وبنود مالية محددة.. الدستور قامت بزيارة تضامنية للمسرح المحترق، تعبيرًا عن تقديرها للدور الذى يلعبه، ولأهمية الفن والثقافة فى مقاومة التطرف والتعصب.. ونحن إذ نؤكد هذا الدور ندعو رجال الأعمال إلى التبرع لدعم مسرح الجزويت وإعادته كما كان، كما ندعو شركات المقاولات الكبرى والوطنية إلى تقديم يد العون احترامًا لقيمة الفن ودعمًا لشباب الفنانين الذين يحتضنهم المسرح.