اقتصاديا وسياسيا.. كيف تم تعزير العلاقات المصرية البريطانية في جميع المجالات؟
أعلنت السفارة البريطانية بالقاهرة أن ولي العهد الأمير تشارلز وزوجته كاميلا باركر دوقة كورنوال، سيزوان مصر،18 نوفمبر الجاري.
وقال السفير البريطاني جاريث بايلي إن “زيارة صاحبي السمو الملكي المرتقبة إلى مصر تعد الأولى منذ 2006 أي قبل 15 عاماً”، مضيفًا أن الرئيس السيسي وقرينته السيدة انتصار سيرحبان بهما لمناقشة التعاون البريطاني- المصري في مجال تغير المناخ والتسامح الديني والروابط الثنائية.
ستبدأ جولة ولي العهد البريطاني، وزوجته، بزيارة المملكة الأردنية في الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر الجاري، في العام الذي يصادف مرور 100 عام من العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والأردن.
زيارات متبادلة
تشهد العلاقات المصرية البريطانية نشاطا مكثفا على المستوى الثنائى، بمختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وهو ما عكسته الزيارات المتبادلة كما عكسته الاتصالات الدائمة القائمة بين البلدين والتي يتم خلالها تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كان آخر حديث لرئيس مجلس الوزراء البريطاني بوريسون جونسون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مارس الماضي، رحبا بقوة العلاقة بين المملكة المتحدة ومصر واتساع المجالات التي يوجد فيها تعاون قوي، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتعليم والدفاع والأمن.
وقال بيان من السفارة البريطانية وقتها إن الاتصال تناول الحديث عن القضايا الإقليمية والأوضاع في ليبيا والسودان.
واتفقا على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا ورحب بإنشاء السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة، كما ناقش الجانبان حقوق الإنسان في مصر، واتفقا على أهمية دعم حرية الدين والمعتقد.
وفيما يتعلق بتغير المناخ، تطلع رئيس الوزراء إلى استضافة المملكة المتحدة لمؤتمر المناخ COP26، وشجع مصر، على تحديد هدف طموح لخفض الانبعاثات لعام 2030، وأعرب عن أمله في أن تنظر مصر أيضا في تحقيق صافي انبعاثات صفرية.
وتتمتع العلاقات المصرية البريطانية التي ترجع إلى أكثر من مائة عام بالتقارب في وجهات النظر على الصعيد السياسي تجاه العديد من قضايا الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمام مشترك ويأتي على رأسها التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
تعاون ثنائي
على المستوى الاقتصادي تعد بريطانيا أكبر مستثمر أجنبي في مصر كما لعبت دورا إيجابيا في دعم المطالب المصرية خلال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول إبرام اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية، بل أن العلاقات الثقافية والتعليمية دوما متميزة خاصة مع إنشاء الجامعة البريطانية في سبتمبر 2005 التى افتتحها رسميًا الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني مارس 2006.
وكانت من النقاط المفصلية في تطور الموقف البريطاني تجاه الأحداث في مصر ما أثيرهناك بشأن قضية التطرف ثم ظهور بريطانيين تم تجنيدهم ضمن تنظيم داعش الإرهابي وكذلك ما توصلت إليه لجنة التحقيق البريطانية في أنشطة جماعة الإخوان داخل المملكة، وساعدت هذه التطورات في تبصير الجانب البريطانى أكثر بحقيقة ودقة الموقف المصري وبخاصة مع إطلاق الرئيس السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني والذي أعقبته جهود وتشريعات بريطانية جادة لمحاربة التطرف على أراضيها.
وخرجت تصريحات من مصادر بالحكومة البريطانية تفيد بأنه بعد أن أصبح الرئيس السيسي شريكا مهما في مجال مكافحة الإرهاب فإنه لم يعد هناك مجال إلا لتوثيق العلاقات بين البلدين واستمرار التعاون بينهما وذكرت هذه المصادر أيضا أن تاريخ بريطانيا يشهد دائما سلسلة كبيرة من المصالح المشتركة مع مصر وأكدت أنها ستقدم دائما يد المساعدة مع سعى مصر الدائم لإعادة بناء نفسها لتؤكد مكانتها ودورها الرائد في المنطقة.
لقاءات الرئيس السيسي
تعددت لقاءات الرئيس السيسي مع رؤساء وزراء بريطانيا، السابقة تريزا ماي والحالى جونسون، وأكد الأول تطلع مصر لتحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلا عن التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة على كافة المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.
وأكدت القيادة البريطانية تطلعها للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية معربةً عن حرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصري بما في ذلك زيادة الاستثمارات البريطانية في مصر لا سيما في ضوء أن المملكة المتحدة تعد أكبر دولة مستثمرة في مصر.
وأشارت القيادة البريطانية إلى أهمية مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط فضلًا عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب مؤكدة حرص الحكومة البريطانية على تعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.
ومن جانبه، قال بوريس جونسون إن المملكة المتحدة صديق قديم لمصر ونحن أكبر شريك اقتصادي لمصر وحلفاء أقوياء في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وأن بريطانيا تناصر التجديد في مصر ذلك لأن الاستقرار والسلام والنمو في المنطقة يشكلون أساس الفرص والأمن للشعب البريطاني وشعوب المنطقة.
وحرص بريطانيا على التنسيق المستمر مع مصر إزاء التحديات المختلفة، لا سيما في ضوء تطورات الأوضاع بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية، وتثمين قيادة الرئيس لجهود تدعيم الأمن والاستقرار إقليميًا، الأمر الذي رسخ من دور مصر كمحور اتزان للأمن الإقليمي، خاصة من خلال النجاح في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.