فى ذكرى رحيله.. تعرف على الأنبا يؤانس أسقف الغربية
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بعيد رحيل الأنبا يؤانس، أسقف الغربية المتنيح والمؤرخ الكنسي الكبير.
وروي ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي، سيرته قائلاً: يعتبر الأنبا يؤانس، أسقف الغربية الراحل (1923- 1987)، واحدًا من أهم علماء ومؤرخي الكنيسة في القرن العشرين، فما زالت كتبه تعتبر مراجع كبرى.
وتابع: لقد ولد الأنبا يؤانس، واسمه في شهادة الميلاد "رمزي عزوز جرمانوس"، في 25 أكتوبر 1923 في حي شبرا بالقاهرة، من والدين تقيين، ولقد نشأ في حضن كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون، وأصبح خادما بها في عام 1942، كما خدم أيضا في كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا، وكنيسة القديسة دميانة بشبرا، وارتبط ببيت مدارس الأحد بروض الفرج منذ نشأته عام 1948، وارتبط بصداقة قوية مع نظير جيد روفائيل (المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث).. التحق بكلية الآداب قسم التاريخ عام 1949، وحصل على الليسانس عام 1952، عمل مدرسًا للتاريخ بمدرسة الملك الكامل الثانوية بالمنصورة لمدة ثلاث سنوات، ثم اشتاقت نفسه لحياة الرهبنة، وفي عام 1955 توجه لدير السيدة العذراء السريان لزيارة صديق عمره الراهب أنطونيوس السرياني.
وواصل: هناك قرر بأن ينفذ حلم عمره ويصبح راهبا، وبالفعل تمت رسامته راهبا في 30 يولية 1955 باسم الراهب "شنودة السرياني"، وكان يبلغ من العمر حوالي 32 سنة.
وفي الدير كلفه المتنيح الأنبا ثاؤفيلس، أسقف ورئيس دير السريان، باستقبال الضيوف الأجانب نظرا لاتقانه اللغة الإنجليزية، كما ساعد الراهب أنطونيوس السرياني في ترتيب مكتبة دير السريان، كما كلفه المتنيح الأنبا ثاؤفيلس أيضا بالإشراف على بيت الخلوة بالدير، ونظرًا لإتقانه الشديد الألحان الكنسية؛ كلفه أيضا بتسليم الكهنة الجدد ألحان القداس الإلهي، كما انتدب للخدمة بقرية الهكارية المجاورة للدير.
ونتيجة ظروفه الصحية المتعلقة بآلام شديدة في العمود الفقري؛ اضطر للنزول إلى القاهرة للعلاج، فتولى الإشراف الروحي على طلبة الكلية الإكليريكية، كما أسند إليه تدريس مادة اللاهوت الروحي بالكلية، فأصدر الجزء الأول من كتاب "بستان الروح" عام 1960، والجزء الثاني عام 1963، وأخيرًا أصدر الجزء الثالث عام 1985 وهو أسقف للغربية، وما زال هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة مرجعًا هامًا ورئيسيًا لا غنى عنه في مجال اللاهوت الروحي.
وتابع: ولقد اختاره المتنيح البابا كيرلس السادس سكرتيرًا خاصًا لقداسته عقب رسامته في 9 مايو 1959، ونظرًا لنبوغه وثقافته اللاهوتية العالية، انتدبه قداسة البابا كيرلس السادس لتمثيل الكنيسة القبطية في مؤتمر «مسكوني» بجنوب إفريقيا وروديسيا، ثم رسم قمصا بيد المتنيح الأنبا ثاؤفيلس في 24 ديسمبر 1961.
وواصل: ولقد اختاره قداسة البابا شنودة الثالث- نيح الله نفسه- أسقفًا للغربية في 12 ديسمبر 1971، ورسم معه في نفس الدفعة الأنبا باخوميوس- أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية- أسقفًا للبحيرة ومطروح وتوابعها، وكانت هذه هي باكورة رسامات قداسة البابا شنودة الثالث.
وخلال فترة خدمته بالغربية قام بالعديد من الأعمال الرعوية والإنشائية
1- رسامة 34 كاهنًا على مدن وقرى الإيبارشية، منهم 14 كاهنًا لمدينة طنطا وحدها.
2- بناء وشراء 6 كنائس جديدة هي (كاتدرائية القديس العظيم مار بولس الرسول- كنيسة الشهيدة دميانة والأنبا بيشوي وملحق بها مبنى للخدمات- كنيسة الملاك ميخائيل بالمحلة الكبرى- كنيسة الشهيدة دميانة بالمحلة الكبرى- شراء كنيسة في طنطا باسم مار مينا- شراء كنيسة في زفتي باسم مار جرجس).
3- افتتاح فرع للكلية الإكليريكية بطنطا في احتفال كبير باركه قداسة البابا شنودة الثالث بنفسه، وكان ذلك في عام 1976.
4- إضافة مبنى جديد للمطرانية، وتجديد معظم كنائس الإيبارشية ودار المطرانية.
5- تعمير دير مار مينا الأثري بأبيار، وبناء بيت للخلوة والضيافة افتتحه في 22 يونيو 1980 (تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا بمريوط).
6- اهتمامه بالوعظ والتعليم، وكان له اجتماع أسبوعي يوم الجمعة في طنطا، واجتماع أسبوعي يوم الخميس في المحلة الكبرى (سوف نفرد قسمًا خاصًا لكتبه ومؤلفاته وجهوده في مجال التعليم).
7- اهتم بإحضار جزء من رفات القديس العظيم مار بولس الرسول إلى مصر في ديسمبر 1973، وأعد له مزارًا لائقًا في كاتدرائية مار بولس الرسول في طنطا.
8- اهتم بتجديد مزار الشهيدة رفقة بسنباط، ومزار الشهيد أبانوب بسمنود.
أما عن أعماله خارج الإيبارشية
وتابع: فلقد أسند إليه قداسة البابا شنودة الثالث سكرتارية المجمع المقدس عام 1972، وظل سكرتيرا للمجع لمدة 12 سنة متواصلة، كما ترأس المجلس الإكليركي للأحوال الشخصية بالقاهرة، ونظرا لتخصصه الدقيق في التاريخ تم تكليفه بتدريس مادة تاريخ الكنيسة في إكليركيات القاهرة والإسكندرية والمعاهد الدينية المتخصصة.
كما اختاره قداسة البابا شنودة الثالث عضوا بهيئة الأوقاف القبطية، وعضوًا بلجان الحوار مع الكاثوليك، وعندما أبدى الأسقفان الفرنسيان الأنبا مرقس والأنبا إثناسيوس رغبتهما في الانضمام للكنيسة القبطية، ولقد كان عضوًا في الوفد الذي توجه مع قداسة البابا شنودة الثالث لزيارة البابا بولس السادس بابا روما في 10 مايو 1973.