النيابة تباشر التحقيق في مصرع شاب خلال عملية جراحية بدمياط
تباشر النيابة العامة التحقيق في القضية رقم 2725 إداري قسم ثان دمياط، والخاصة بكشف ملابسات مصرع شاب يدعي محمد عبد الرازق في الثلاثين من عمره من سكان مدينة دمياط، بعد أن كان يعاني آلامًا بالأسنان حتى تطور الوضع لوجود تجمعات صديدية بالحنجرة، ولقى وفاته أثناء إجراء عملية جراحية.
في البداية توجه الشاب إلى مركز طبي خاص بطب الأسنان وبالكشف عليه رأى الطبيب ضرورة إجراء عملية للفتح بالحنجرة واستخراج الصديد حتى لا يؤثر في التنفس، ولكنه اشترط الطبيب أن تكون تلك العملية بإحدى المستشفيات الخاصة داخل مدينة دمياط، بحسب أقوال ذوي المريض وقاموا بدفع مبلغ 8000 جنيه نظير قيام الطبيب بإجراء العملية.
قام بإجراء أشعة مقطعية وكذلك بانوراما قبل انتقاله للمستشفى التي اشترطها الطبيب عليه لإجراء العملية.
ويقول هيثم عبد الرازق شقيق المريض المتوفي: “دخل محمد المستشفى ولم يكن طبيبه قد وصل بعد ولكن سرعان ما حضر الطبيب ولم ينتظر كثيرًا ففي غضون 12 دقيقة منذ وصول محمد المستشفى كان هذا الشاب في غرفة العمليات”.
وأضاف أن “الطبيب أكد لنا أن العملية تستغرق ساعة وطالبنا أن نتركه لإجراء العملية، وكانت ثقته تغلب عليه وكلامه لا ينذر بأن محمد سيجري عملية خطيرة بل كانت الثقة المفرطة لدى الطبيب هي السمة التي رآها الجميع”.
دخل الشاب محمد لغرفة العمليات في الثانية عشر ونصف تقريبًا وانتظر شقيقه ومرافقيه بالخارج مرت الساعة التي كان يتحدث عنها الطبيب ولم يخرج محمد بعد، مرت ساعة أخري ولم يعود، ومرت ساعات وساعات شاهد الجميع خلالها حركات مريبة العاملات تسير بسرعة جنونية أجهزة يحملها المصعد من الأرضي إلى الدور السادس ذهابًا وإيابًا مرات ومرات، لم يهتم أحد لسؤال مرافقيه بل كانوا يتعمدون عدم الإجابة، بينما محمد هذا الشاب الثلاثيني كان بالداخل يصارع الموت وربما كان قد فارق الحياة.
مع آذان الفجر خرج طبيب آخر كان مرافق لطبيب الجراحة بالعملية ليخبر شقيق الشاب محمد عبد الرازق بأن أخاه قد انتقل لغرفة العملية المركزة بسبب تعرضه لمضاعفات أثناء العملية.
“أخوك بين إيدين ربنا ادعي له” كانت هذه الجملة آخر ما نطق بها هذا الطبيب قبل مغادرته المستشفى.
دخل الجميع ليراه لم يكن يحرك ساكنًا والأجهزة فقط هي من تعمل، ولكن درجة الوعي لديه لم تتجاوز الـ3/15 وهي أسوأ درجات الوعي لدى الإنسان، ظل الشاب فاقدًا للوعي على مدار يومين متتاليين أجهزة العناية فقط هي ما تعمل دون استجابة منه لم يتحسن وضع المخ لتكشف حالة هذا الشاب جزءًا مما حدث داخل غرفة العمليات.
حسبما جاءت التقارير فإن الشاب قبل أن يتم تحديده كانت علاماته الحيوية جيدة نسبة الأكسجين بلغت 97% كذلك كان الضغط جيدًا أيضًا نبضات القلب كانت 90 نبضة بالدقيقة، ولكنه وعقب عملية التخدير التي تعرض لها محمد عبد الرازق، تأثر القلب كثيرًا حتي توقف عن العمل لمدة كانت كفيلة بتدمير خلايا المخ بشكل كبير وهنا ربما كان هذا الشاب ميتًا داخل غرفة العمليات.
“أيزوفلوران”، كان هذا نوع المخدر الذي استخدمه الطبيب لتخدير الشاب محمد مستخدمًا معه “بروبوفول” وهو مهدئ للمساعدة على التخدير، ولكن لم يتم فحص محمد نهائيًا قبل العملية لم يتم عمل رسم القلب أيضًا لم يتم عمل إشاعات “إيكو”، كما هو معتاد قبل إجراء أية عملية جراحية وكما جاء في تقرير العناية بالمستشفى أنه تم استدعائهم في تمام الثانية والنصف بعد تدهور حالة الشاب ليقوم وقتها الطاقم الطبي بالعناية بمحاولة انعاش القلب لمدة 20 دقيقة تمكن فيها الفريق الطبي على حد وصفهم من عودة القلب مرة أخرى عقب استعمال الصدمات الكهربية وحقنه بالأدرينالين.
لكن وأمام كل هذه الأحداث كان قرار طبيب الجراحة هو استكمال العملية الجراحية دون النظر لظروفه الصحية أو مراعاة لما مر به من توقف كامل للقلب لفترة طويلة، بعدها قام بنقله إلى العناية في الرابعة فجرًا ليقبع بها محمد فاقدًا للوعي حتى فارق الحياة أو ربما كان مفارقات للحياة وقتها.
وفي فجر يوم الثلاثاء 31 أغسطس أعلنت المستشفى نبأ وفاة الشاب محمد، ربما كان هذا الخبر قديمًا فما رآه الجميع بأن محمد قد فارق الحياة داخل غرفة العمليات.