الحلم الكبير.. «الدستور» تتابع إنشاء «مدينة السيارات العالمية» الأولى فى مصر
ضمن متابعته الموقف الإنشائى لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على مستوى الجمهورية، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة مدينة سيارات عالمية، على مساحة ٥٧ فدانًا، على أن تسع ٤٠٠٠ سيارة، و٦ ساحات انتظار تمتد على ١٢.٥ فدان، إلى جانب شبكة طرق داخلية، و١٠ بوابات دخول وتحصيل رسوم.
ووفقًا لتوجيهات الرئيس السيسى، تتضمن مدينة السيارات المنتظرة مجموعة من معارض السيارات الجديدة، ومراكز لفحصها وصيانتها وبيع قطع الغيار الخاصة بها، إلى جانب عدد من أماكن تقديم الخدمات الحكومية، مثل الشهر العقارى لتسجيل عمليات البيع، والفروع المختلفة للبنوك، وشركات التمويل.
كما ستتم إقامة عدد من المحال التجارية والمبانى الإدارية على أعلى مستوى، ومبنى للحماية المدنية والإسعاف، مع تزويدها بالمرافق العامة والاستراحات والمطاعم والطرق الواسعة لاستيعاب الإقبال الكبير المتوقع من الزوار.
«الدستور» تواصلت مع عدد من صنّاع وتجار السيارات فى مصر، ليتحدثوا عن العوائد المميزة من إنشاء المدينة، وآثارها الاقتصادية على البلاد، والخدمات المتوقع أن توفرها للمواطنين.
أسامة أبوالمجد: مخصصة للجديد والمستعمل.. ومزودة بشهر عقارى
كشف المستشار أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، عن أن مدينة السيارات العالمية لن يقتصر دورها على استقبال سوق السيارات المستعملة فى مدينة نصر، والقضاء على شلل الطريق الذى تسببه تلك السوق فى المنطقة، بل ستُنفذ بشكل عالمى لتشبه مدن السيارات الموجودة فى عدة دول، على رأسها ألمانيا والأردن والإمارات. وقال إن العميل الذى يرغب فى بيع سيارته يمكنه التوجه إلى مركز خدمة معتمد فى المدينة، الذى يعد بدوره تقريرًا كاملًا عن حالة السيارة وكل تفصيلة عنها، ثم يعرضها فى الساحة المخصصة للمعارض المعتمدة المرخصة.
أما مشترى السيارت المستعملة، فيمكنه- وفق «أبوالمجد»- نسخ «باركود» مرفق أعلى كل سيارة، وبمجرد نسخه على هاتفه الشخصى تتاح له قراءة جميع مواصفات السيارة، من حالة الموتور وقطع الغيار وبيانات المالك، وغيرها من التفاصيل الأخرى.
وأضاف: «يوجد داخل المدينة مجمع بنوك، يستطيع العميل من خلاله سداد ثمن السيارة، وأيضًا وحدة تراخيص وشهر عقارى، بما يُمكنه من نقل ملكية السيارة، إلى جانب مجمعات ترفيهية للأسر المرافقة لتنتظر فيها حتى الانتهاء من إجراءات بيع أو شراء السيارة».
وانتقل للحديث عن موقف السيارة الجديدة غير المستعملة، قائلًا إن المدينة ستضم أكبر ٢٠ معرضًا لبيع السيارات فى مصر، بهدف محاربة عمليات النصب والاحتيال المنتشرة فى هذه التجارة، وستكون الأسعار جميعها موحدة، ويمكن إجراء استعلام بنكى عنها، إلى جانب التأمين على السيارة، من خلال شركات التأمين الموجودة فى المدينة.
وواصل: «هذه المعارض مرتبطة بنظام إلكترونى كامل متصل بالشهر العقارى ووحدة المرور، لينهى المشترى كل إجراءات شراء سيارته فى نفس اليوم»، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على تنفيذ العديد من المشروعات القومية التى تعود على البلاد بأثر اقتصادى إيجابى كبير، وتضاعف موارد الدولة.
على الإدريسى: تحقق نجاحات اقتصادية كبيرة
قال على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، إن مدينة صناعة السيارات ستوفر فرص عمل كثيرة للشباب وستحقق نجاحات اقتصادية كبيرة.
وأضاف «الإدريسى» أن الغرض من برنامج الإصلاح الهيكلى الذى تنفذه مصر هو تنمية جميع القطاعات، خاصة الزراعة والصناعة والاتصالات، لذا تتحرك البلاد نحو إدخال صناعات جديدة متطورة، منها صناعة السيارات، التى تعتبر من أهم الصناعات فى العالم.
وواصل: «لم تكن الموارد المشكلة الوحيدة التى تواجهنا لتطوير صناعة السيارات فى مصر، فهناك مشكلة استخدام التكنولوجيا الخاصة بتلك الصناعة، لذا تعاونت شركة النصر للسيارات مع شركة صينية لصناعة السيارات الكهربائية، ومن هنا بدأت مرحلة التطوير الفعلى».
وتابع: «سيكون هناك مردود اقتصادى كبير بعد تنفيذ هذا المشروع، وسننافس فى الأسواق الإفريقية والعالمية، حيث تعد هذه المدينة أبرز الخطوات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بالبلاد»، مشددًا على أن الصناعة قادرة على أن تقود الاقتصاد المصرى نحو تحقيق مزيد من النجاحات.
حسين مصطفى: تمنع حدوث أى عمليات نصب
أكد اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات المدير التنفيذى السابق لرابطة مصنعى السيارات، أن مدينة السيارات المصرية الجديدة ستقدم جميع الخدمات لأصحاب السيارات، وستمنع عمليات النصب التى تحدث خلال البيع.
وقال: «تعتبر المدينة نقلة حضارية كبيرة ستساعد على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، إذ سيتمكن المواطن من شراء سيارة جديدة أو مستعملة، وهناك مكتب مرور داخل المدينة يتيح التأكد من سلامة أوراق السيارة وموقفها القانونى قبل الشراء».
وأضاف: «ستضم المدينة مراكز خدمة فنية للكشف على السيارة؛ للتحقق من سلامتها الفنية، وهو ما يساعد على تقدير السعر المناسب لها، وهناك مجموعة مكاتب خدمات متكاملة، منها مكتب شهر عقارى لتسجيل عمليات البيع، وأفرع للبنوك وشركات التمويل، لمن يرغب فى الشراء بالتقسيط».
وأشار إلى أن المدينة ستضم أيضًا مطاعم واستراحات ومبنى للحماية المدنية من قوات الشرطة والإسعاف والإطفاء، إضافة إلى ساحتى انتظار للمشترين، ومبنى معارض السيارات الجديدة.
ولفت إلى أن المدينة ستسهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل للشباب فى الخدمات الإدارية ومراكز الأعمال الفنية، وهذا يضمن حياة كريمة لهم، موضحًا أنه من المقرر انتقال عدد كبير من العاملين بالمعارض وأفرع التوكيلات المختلفة للعمل بها.
وأشاد بدور المدينة فى القضاء على عشوائيات سوق السيارات، مشيرًا إلى انتقال معارض السيارات الكبرى داخل المدينة الجديدة بعد تقديم حوافز لها.
ولفت إلى تأييده بقاء المعارض فى محلها بالمدن فى حال أنها لا تزعج المارة فى الشوارع أو تتعدى على الرصيف وتخالف القانون.
وعن تأثير المدينة على اقتصاديات السوق، عقّب: «لها تأثير كبير فى زيادة حركة البيع وانتعاش سوق السيارات، وخدمة القاهرة الكبرى والمناطق المجاورة»، مطالبًا بضرورة التفكير فى إنشاء مدن سيارات مماثلة فى بعض المناطق المركزية، مثل الإسكندرية والدلتا والقنال والصعيد.
إيهاب المسلمى: توفر الخدمة بأعلى مستوى من الجودة وأفضل سعر.. وتقدم خدمات ترفيهية
ذكر إيهاب المسلمى، نائب رئيس شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، أن فكرة إنشاء مدينة السيارات تواكب النظم المعمول بها فى عدد من دول العالم المتقدمة، لافتًا إلى أن تلك المدن تضم أماكن مخصصة للوكلاء والموزعين والراغبين فى شراء السيارات، وتشكل حلقة وصل تجمعهم فى مكان واحد، ما يخلق للمشترى فرصة هائلة للمقارنة بين كل عروض السيارات واختيار الأنسب من بينها بأعلى جودة وسعر يلائم ظروفه.
وقال: «بمدينة السيارات المصرية سيتاح العديد من الخدمات التى تسهل على المواطنين الاستفادة من خدمات بيع وشراء السيارات بشكل كامل خلال يوم واحد، مع توفير الفحص والصيانة والبدل، بالإضافة إلى أنها تضم قسمًا للسيارات المستعملة، ومنطقة حرة لاستيراد السيارات دون جمارك، فضلًا عن خدمات حكومية، مثل تسجيل السيارات فى الشهر العقارى، وإجراء توكيلات البيع وتجديد التراخيص وغيرها».
وتابع: «المدينة لا تقتصر فقط على خدمات قطاع السيارات، بل تقدم خدمات ترفيهية كالمطاعم والكافتيريات التى تشجع المواطن على زيارتها، بالإضافة إلى أنها توفر فرص عمل كثيرة للشباب فى ظل ما تقدمه من خدمات فنية وإدارية تتطلب عددًا كبيرًا من العمالة».
وأشاد بدور مدينة السيارات المصرية فى تخفيف الضغط عن شوارع القاهرة، والقضاء على العشوائية فى أسواق السيارات الموجودة فى الشارع المصرى لوقوعها خارج حدود العاصمة، وإمكانية توجه كل المترددين على محال بيع وشراء السيارات إليها لتلبية احتياجاتهم.
نورالدين درويش: تسهم فى جذب الاستثمارات ودعم الاقتصاد الوطنى
قال نورالدين درويش، نائب رئيس الشعبة العامة لتجارة السيارات بالغرفة التجارية، إن مدينة السيارات التى يجرى تنفيذها فى منطقة العين السخنة تعد أول مدينة مصرية للسيارات بمعايير تنافسية، لذا فهى تسهم فى جذب الاستثمار ودعم الاقتصاد الوطنى، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب بما تحتاجه من الأيدى العاملة.
وأضاف: «المدينة تقام على مساحة هائلة، وتسع أعدادًا كبيرة من السيارات، وتضم كل ما يخص قطاع السيارات، مثل المناطق المخصصة للوكلاء والموزعين، بالإضافة إلى منطقة حرة بها ١٠ آلاف سيارة، وكذلك منطقة مخازن للسيارات، وحلبة لإقامة السباقات».
وواصل: «تضم المدينة الخدمات الحكومية الخاصة بتسجيل السيارة، ووحدة مرور تساعد المشترى فى معرفة الموقف القانونى للسيارة، بالإضافة إلى أفرع البنوك وشركات التمويل، وكذلك عدد من المرافق العامة والخدمات».
وتابع: «المشترى ستكون لديه ثقة كبيرة فى عملية شراء السيارات من المدينة، فسيتواجد أمامه أكثر من ٥٠ ماركة سيارات مختلفة بكل الأسعار المتاحة، ما يسمح بالمقارنة والوصول إلى العرض الأنسب».
علاء السبع: تمنح فرصة كبيرة لأصحاب المعارض
شدد علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، على أن مدينة السيارات ستسهل جميع الخدمات على المواطنين لما تضمه من مراكز الخدمة والصيانة والكشف عن سلامة السيارة وجودتها، فى حال كونها سيارة مستعملة، كما تعمل على تنظيم الأماكن غير المقننة التى تتاجر فى السيارات، وتمنح مساحة كبيرة لأصحاب المعارض وتسمح لهم بافتتاح أكثر من فرع داخل المدينة، ما يقلل الزحام فى معارض السيارات.
وقال: «حتى الآن تعد مدينة السيارات تجربة مهمة تسمح بالتأكد من مدى ملاءمة الفكرة للغرض المطلوب منها، وبعدها يمكن تكرارها فى محافظات أخرى لإفادة المواطنين، المدينة ستكون مفيدة جدًا، خاصة للمحافظات القريبة منها، والمحافظات التى ليس لها ظهير صحراوى».