الروائى والقاص هانى عبدالمريد بضيافة نادى أدب آفاق
يحل الكاتب القاص هاني عبدالمريد، في السادسة من مساء الأحد المقبل، ضيفًا على نادي أدب آفاق اشتراكية، في أمسية ثقافية لمناقشة روايته "محاولة الإيقاع بشبح"، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، وذلك بمقر نادي أدب آفاق اشتراكية، الكائن في 3 شارع البطل أحمد عبد العزيز، متفرع من شارع صبري أبو علم، وسط البلد، بالقرب من محطة مترو أنفاق محمد نجيب.
ويناقش رواية "محاولة الإيقاع بشبح"، للكاتب هاني عبد المريد، الناقد الدكتور صلاح السروي أستاذ الأدب المقارن بجامعة حلوان، وتدير الندوة الكاتبة الصحفية والروائية بهيجة حسين، وسط نخبة من محبي الثقافة والفنون، وأعضاء نادي الأدب.
أبطال رواية "محاولة الإيقاع بشبح"، تدريجيًا يكتشفون أن حياتنا تدور بين نوعين من الأشباح، أشباح تطاردنا ونحاول طوال الوقت الفرار منها، وأشباح نطاردها، وربما ندفع حياتنا طائعين ثمنًا للإيقاع بها.
ومما جاء في رواية الكاتب هاني عبد المريد، "محاولة الإيقاع بشبح":
كأنها صارت دمية مبرمجة على أفعال وكلمات محددة، هل الخال أيضًا صار دمية، دمية عمياء محدودة الحركة والتعاملات والاهتمامات، منذ ذلك اليوم لم أعد أنشغل كثيرًا لأمر أبي وإخوتي، صرت أنظر للمدرسين وللجيران وللناس في الشوارع، محاولًا اكتشاف من تحول ولم يتحول لدمية بعد.
أدقق النظر في ملامح الخال الممدد أمامي، يلقي علي هامسا بالاستفسارات، محاولا استقبال إجابات ترضيه، ظل الأمر كذلك، وفي كل مرة تستقبل "فوفا" الفواكه المختلفة مرغمة، كانت في البدء ترفض، وكان "حسين" يمسكها بعنف حتي تستجيب، وتنسجم تدريجيا مع ما يحدث، حتي ينهي عرض الفواكه لتستقبل تشنجاته، وقسوته التي تصل إلي حد الضرب، أو العض القاسي الذي تسيل معها دماؤها، كان يبدو في كل معاشرة وكأنه معها لأول مرة، نفس الإثارة، ونفس العنف والعنفوان، صارت الأمور بهذا الشكل، حتي جاءت ليلة، سمعناها تصرخ وكأنها طعنت بسكين، استيقظنا أنا والخال، واستيقظ بعض الجيران.
كانت تصرخ، تتألم، تمسك بأسفل بطنها وكأنها تتمزق، كنت أراقبها من نفس الفتحة بالشباك، حسين بدا حائرا خائفا، وكأنه لا يعرف ماذا يفعل، الجارات دققن بابها، تساءلن بعدما ترك لهن حسين الغرفة، أسرت لإحداهن بكلمات، وضعت الست كفيها فوق وجنتيها مأخوذة، همست للأخريات، بما جعل الدهشة تبدو عليهن، في النهاية كان لا بد أن يتحركن، ساعدنها في ارتداء عباءتها، أوقف حسين تاكسيا أمام باب المنزل، مشت ببطء، حتي ركبت وهي تتألم، اختفي التاكسي بهم، وفي المساء كان كل الشارع يعرف بما حدث لمدام فوفا.
وهاني عبدالمريد، روائي وقاص، حيث سبق وصدرت له روايات: كيراليسيون ــ أنا العالم ــ محاولة الإيقاع بشبح ــ في منتصف الحلبة ــ عزيزتي سافو.
بجانب مجموعاته القصصية: إغماءة داخل تابوت ــ شجرة جافة للصلب ــ تدريجيًا وببطء ــ عمود رخامي في منتصف الحلبة ــ أساطير الأولين ــ ومن شرفة بيتهوفن .
وهاني عبدالمريد يكتب بقلم شديد الثقة مما يلحظه ويفوت على الآخرين ببساطة؛ يلتقط التفاصيل الملقاة على أرض حياتنا اليومية، ليصنع منها لوحات قصصية شديدة الحساسية عن الطموح الإنساني لبلوغ أقصى أهداف الحياة، وعن العجز والشيخوخة والفقد، ولوحات عن أبطال تخطوا الكهولة ووقفوا على حافة الشيخوخة وهم يرون أحلامهم وأفكارهم ومشاعرهم تمضي أمام أعينهم.