«من حرائق وجفاف لأكبر عاصفة في تاريخ الولاية».. صدمة مناخية تصيب كاليفورنيا
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تغيرات الطقس الكبرى التي أصابت ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وذكرت الصحيفة إنه تم استبدال المشاهد الدرامية للمناظر الطبيعية الجافة وحرائق الغابات التي حددت صيف كاليفورنيا، وتحولت الى ارتفاع في منسوب الأنهار والفيضانات والتدفقات الطينية باعتبارها عاصفة مطيرة تاريخية - تُعتبر نهرًا من الدرجة الخامسة في الغلاف الجوي - ضربت الولاية على مدار يومين فقط.
وتابعت أنه بالنسبة للعلماء لم تكن العاصفة - على الرغم من صدمتها في حجمها - مفاجأة، لقد كان من الواضح أن أزمة المناخ ستزيد من حدة التطرف بين المواسم الرطبة والجافة، ولكن يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه الموجة الجوية بمثابة تذكير للكوارث القادمة.
من ناحيته، قال ستيفن أوستوجا، مدير مركز كاليفورنيا للمناخ بوزارة الزراعة الأمريكية، إنه على الرغم من توقع علماء المناخ حدوث تحولات في هذه الكثافة ، إلا أنه كان من المذهل أن نشهد ذلك.
وتابع: "قبل أيام فقط من العاصفة، سجلت عاصمة الولاية ساكرامنتو ، حيث يقع مقر أوستوجا ، رقماً قياسياً لأكثر من 200 يوم دون هطول أمطار، وفجأة يتبدل الأمر تمامًا ، لم نر السماء تمطر بهذه الكثافة ولا عاصفة بهذا الحجم خارج غابة بليز المطيرة ".
فيما أكدت الصحيفة، أنه لا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كان هطول الأمطار الغزيرة سيؤثر على الجفاف المستمر، والذي أدى إلى انخفاض العديد من خزانات الولاية إلى مستويات تاريخية منخفضة.
وأشارت إلى أنه حتى أكثر المناظر الطبيعية جفافا كانت غير مجهزة جيدًا لامتصاص الأمطار الغزيرة، ومن المبكر جدًا في الموسم تخزين الكثير من المياه على شكل ثلج.
وأوضحت أنه للحصول على تأثير حقيقي على الجفاف، تحتاج كاليفورنيا إلى شتاء رطب، فعاصفة واحدة كبيرة كهذه لن تكون كافية لتغيير المد او اصلاح ما افسده موسم الحرائق.
وفي سياق متصل، قال مايكل أندرسون، عالم المناخ في وزارة الموارد المائية بالولاية: "إحدى العواصف في وقت مبكر من عام المياه لا تعني ان هناك موسم شتوي عاصف".
وأشار إلى أن ظاهرة النينيا ' والتي تعني نمط الطقس الذي عادة ما يجلب مزيدًا من التقلب مع هطول أقل على الجنوب الغربي - يعني العودة إلى الظروف الجافة في كاليفورنيا بعد مرور هذا النظام.
وقال: "كانت هذه العاصفة تاريخية في طبيعتها من حيث حجمها، ولكن هناك حاجة إلى المزيد لإخراج المنطقة من الجفاف ، خاصة في مناطق مثل المناطق الوسطى والجنوبية التي استفادت بالكاد من العاصفة".